الـ"بيجيدي".. يحاول استدراك ما فاته على ظهر "غزة" بعدما آل إلى مزبلة التاريخ

الكاتب : الجريدة24

08 أغسطس 2022 - 07:00
الخط :

سمير الحيفوفي

يتفوق حزب "العدالة والتنمية" في المغرب عن غيره من التنظيمات في "التقلاز من تحت الجلاَّبة"، إذ يمعن كثيرا في إتيان الشيء ونقضيه، فقد انتقل من حزب جرى إحياء العلاقات مع إسرائيل خلال عهدة سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، المنتمي إليه، إلى حزب يريد ربح بعض من النقاط التي فقدها لصالح منافسيه على حساب "غزة".

وبينما يضع حزب "المصباح" ضمن أولوياته، غزة في فلسطين قبل تازة المغربية، فإنه لم يجد غضاضة في مهاجمة موقف المغرب من الحرب الدائرة في غزة، بين إسرائيل وإيران التي أوكلت "حركة الجهاد الإسلامي" للقتال بدلا عنها هناك، في تحوير مقيت لحرب استنزاف يروح ضحيتها فلسطينيون لصالح الدولة الصفوية.

ورغم أن المحسوبين على حزب عبد الإله ابن كيران، يعلمون جيدا طبيعة الصراع القائم في غزة وماهية الأطراف التي ترغب في تحقيق مآرب خاصة لها عبر جر إسرائيل إلى قصف المدينة، حيث أن الأمر يتعلق بتصفية حسابات إسرائيلية إيرانية على حساب الغزاويين، فإن الـ"بيجيدي" ارتمى على القضية يحاول كسب تعاطف المغاربة الذين جربوه وأراجيفه لعشرة أعوام ثم رموه في مزبلة التاريخ.

وبكل الوقاحة و"تخراج العينين" المعهودين في الـ"بيجيديين"، قرروا رفع عقيرتهم بالصراخ في مواجهة تدبير المغرب للوقائع حاليا في غزة، وقد أغفلوا أن القائمين على تدبير الملف هم أدرى بما يلزم فعله، وأن عقول صقور حزب "المصباح" ومريديهم قاصرة ولن تستطيع البتة فهم ذلك، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

وبالفعل فقصور عقول القائمين على حزب العدالة والتنمية مثبت فعلا، فمن أودى بالمغرب إلى الهاوية خلال عقد من الزمن، ولم يستطع تدبير ملفات وطنية حراقة، لن يستطيع الإلمام بكل حيثيات ما يقع في غزة، وقراءة ما بين سطور القضية، ما لم يرغب في استدرار تعاطف ولى وانطفأ لدى المغاربة منذ الربيع العربي والخيبة التي ألمت بهم وهم يحكمون الـ"بيجديين" فيهم.

وكان بلاغ من الحزب المترهل ذهب إلى انتقاد الموقف المغربي، وحتى إلى تحليل اللغة التي حرر بها بلاغ لوزارة الخارجية المغربية، يريدون من خلال ذلك استعراض أنفسهم على المغاربة، والحال أنهم فشلوا حينما أتيحت لهم الفرصة وأخفقوا في كل الاختبارات إلى أن غادروا الحكومة من الباب الضيق ومن ثمة إلى مزبلة التاريخ.

آخر الأخبار