هذه خلفيات تهجم الـ"بيجيدي" على الوطن من أجل رتق بكارته

الكاتب : الجريدة24

10 أغسطس 2022 - 12:00
الخط :

هذه خلفيات تهجم الـ"بيجيدي" على الوطن من أجل رتق بكارته

سمير الحيفوفي

بعدما هدأت الأمور في غزة، التي تحولت إلى ساحة وغى بين إسرائيل و"حركة الجهاد الإسلامي" الموالية لإيران، تطفو على السطح أسئلة عديدة، من شأن الإجابة عن أهمها أن يكشف حجم الادعاء والافتراء الذي ند عن قيادات حزب العدالة والتنمية في حق المغرب ومؤسساته، على خلفية ما وقع، وبسبب جهل عميق من لدن الإخوان تجاه قضية يركبون عليها مرارا لدغدغة مشاعر المغاربة الذين عيل صبرهم من تنظيم الشيخ والمريدين.

أول الأسئلة الحارقة، والتي أغفل عنها حزب العدالة والتنمية ذرا للرماد في عيون المغاربة، هو لماذا لم تدعم حركة "حماس" نظيرتها "حركة الجهاد الإسلامي" وانبرت إلى الحياد في المواجهة التي اندلعت بين الأخيرة وإسرائيل، رغم ما يعرف لحركة "حماس" من حظوة لدى الغزاويين، الذين حوصرا لسنوات بسبب مناصرتهم لها وبسبب إدارتها لقطاع غزة؟

الجواب بسيط، إن "حماس" لم تشارك في الصراع لأن الفصيل المعروف بـ"حركة الجهاد الإسلامي"، وكما يعلم الجميع يتحرك بإشارات من طهران، حيث في إيران، التي تمول هذا الفصيل وتعكف على تجهيزه عسكريا، تم تسطير أجندة جرى تكليف زعيمه "زياد نخالة" بتنزيلها في قطاع غزة، ومن بين واردها الضغط على إسرائيل ووضعها في موقف حرج يخفف الضغط على إيران الساعية لإتمام مشروعها النووي، والذي تقف إسرائيل حائلا دونه.

وبينما تحرى المغرب موقفا حكيما، وقد تبدى للقائمين على دبلوماسية المملكة، أن القضية فيها إنَّ، وأنها تحتمل غير ما يبدو من الخارج، فإن الأجلاف من الـ"بيجيديين" الذين يتربصون بالدولة الدوائر مثل عادتهم القديمة قبل تسلم مقاليد السلطة التنفيذية على مدى ولايتين حكوميتين، تغاضوا عن كل هذا عمدا ليصفوا حساباتهم مع من يخالفونهم على ظهر غزة والغزاويين.

وبدا جليا ان حزب "المصباح" يحاول الركوب على موجة العاطفة، من أجل قضاء مصالحه الخاصة المتمثلة في تنويم المغاربة مغناطيسيا، ومحاولة رتق بكارتهم التي افتضها المغاربة أمام العالم حينما احتكم الـ"بيجيديون" ومنافسيهم إلى صناديق الاقتراع خلال استحقاقات 8 شتنبر من العام الماضي، والتي ذاقوا خلالها وبال ما اقترفته أياديهم، في حق شعب صبر عليهم كثيرا إلى أن نفذ رصيده من الصبر.

ثم بالعودة إلى ما يهم حزب العدالة والتنمية وبالضبط، عبد الإله ابن كيران، الذي استحوذ على كل شيء ومن بين الكل عقول المغرر بهم من مريديه، فإنه يتمثل في اللعب على الحبلين، فهو من جهة حزب وقع على إحياء العلاقات مع إسرائيل ومن جهة أخرى ممانع للتطبيع كما يدعي، لكنه وقبل هذا وذاك لا يقيم أدنى اعتبارا للمصلحة الوطنية رغما ما يتشدق به قياديو الحزب متى جدَّ عليهم وقت الجد.

ولهؤلاء الحربائيين السؤال التالي، لماذا لا يتوانون عن الدفاع عن فلسطين، وينصرفون إلى مصالحهم، متى كان الأمر يهم قضيتهم الأولى المتمثلة في الصحراء المغربية؟ إذ لم يبدر عن حزب "المصباح" أي رد فعل إزاء تطبيع السلطة الفلسطينية مع تنظيم "بوليساريو" الانفصالي، وهو أمر تبدَّى للعيان خلال الاستعراض العسكري في الجزائر حينما بدا محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية أكثر قربا من الانفصالي إبراهيم غالي، في مساواة مقيتة منه بين المغرب والعصابة التي تخوض ضده حربا بالوكالة.

آخر الأخبار