النظام الجزائري.. حينما يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه

الكاتب : الجريدة24

11 فبراير 2023 - 03:00
الخط :

دبلوماسية رعناء يقودها رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري، الذي جيء به من لدن عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري والعسكر الحاكمين في جارة السوء لعلهم يلحقون بالمغرب، فكان أن فعل النظام المارق في جارة السوء، في نفسه ما لا يفعل العدو بعدوه، وكل هذا في ظرف زمني أقل ما يقال عنه أنه قياسي.

وبينما استدعت الجزائر سفيرها من باريس، بعد الخازوق الفرنسي الذي تصعد مع "كابراناتها" من ساكن الـ"إيليزي" الرئيس "إيمانويل ماكرون" الذي تدخل ليجبر "قيس سعيد"، الرئيس التونسي، على الوقوف في وجه طلبهم تسلم "أميرة بوراوي" المعارضة الجزائرية، التي دخلت بلاده بشكل شرعي، والسمح بسفرها نحو فرنسا التي تحمل جنسيتها، فإن النظام العسكري الجزائري يكون استدعى سفيره في باريس لثلاث مرات، سنوات 2020 و2021 ثم 2023.

أيضا، النظام العسكري المارق، كان سحب سفيره من المغرب في 2021، بعدما قرر قطع العلاقات مع المملكة الشريفة من طرف واحد، كما استدعى سفيره من إسبانيا، في 2022، بعدما غاظه أن حكومة "بيدرو سانشيز"، عادت إلى جادة الصواب، وانتصرت لمصلحتها في إعادة إحياء علاقاتها مع المغرب بناء على الثقة المتبادلة، بعد قطيعة بين البلدين كانت تسبب فيها النظام الجزائري.

وباستدعاء نظام العسكر لسفيره من العاصمة الفرنسية، أصبحت الجزائر منبوذة بين جيرانها المحيطين بها، وهي لا تستقر على حال، وتتحكم فيها الأهواء التي تتلاعب بحكامها يمنة ويسرة، فكما أنها طبلت وهللت لتقارب مع فرنسا على حساب المغرب، بدا أنها أخطأت الحساب وهي ترى فرنسا تعاملها معاملة دونية ولم تقم لحكامها اعتبارا، بعدما وقفت في وجههم لأجل "أميرة بوراوي".

ويكشف الاستدعاء الأخير للسفري الجزائري من باريس، أيضا عن الاعتبار الحقيقي الذي تكنه الدولة الفرنسية لمستعمرتها السابقة، التي ظلت تحت سيطرتها لـ132 سنة، فكما أن الاستدعاء الأول للسفير كان حينما نفى "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي وجود أية أمة جزائرية قبل استعمار بلاده لها، أعقب ذلك تدهور مفاجئ في العلاقات بين البلدين في خريف 2021.

وإذ عملت باريس والجزائر على تحسين علاقاتهما خلال زيارة الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" شهر غشت 2022، للجزائر حيث وقّع مع عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، إعلانا مشتركا من أجل تعزيز التعاون المشترك بينهما، فإن الأمور من جديد عادت للتدهور بين البلدين، بعدما اتهمت الجزائر فرنسا بالوقوف وراء ما صوفته بـ"الإجلاء السري" للمعارضة التي طلبها الـ"كابرانات" من "قيس سعيد" وكان يستعد لتسليمها لهم لولا التدخل المباشر من ساكن الـ"إيليزي"، ليتحول مسار رحلة "أميرة بوراوي" من المعتقل إلى فرنسا حيث يقيم ابنها.

آخر الأخبار