واد لاو: هكذا تعذب المدينة زوارها وتدفعهم لاختيار وجهات اوروبية

الكاتب : الجريدة24

21 أغسطس 2023 - 03:00
الخط :

أمينة المستاري

 على غرار ما تناولته بعض الصحف الأوروبية بخصوص لجوء المواطن الإيطالي نحو ألبانيا في فصل الصيف بسبب الغلاء الفاحش وعملياتالنصب المغلفة بالسياحة و السفر، لوحظ ببلدنا هروب فئات عريضة من المغاربة نحو إسبانيا والبرتغال بالنظر إلى الأسعار المعقولة المعمولبها هناك، وجودة الخدمات، ونظافة الشواطئ وخلو الأزقة والشوارع من أصحاب السترات الصفراء المتربصين بأصحاب المركبات في كلمكان.

هروب إذن من أسعار غير معقولة، ومن طغيان أصحاب "الجيليات" والمظلات الشمسية، ومن شواطئ تتحول إلى مزابل في غياب تدخل جادمن طرف المجالس الجماعية وباقي المسؤولين عن تسيير الشأن المحلي، فضلا عن إستخفاف ولامبالاة، لا بل وأنانية أصحاب المقاهي والمطاعم.. تلكم هي السمة الغالبة صيفا في جل المدن الشاطئية في المغرب.

فهذه "واد لاو"، إحدى مدن الشمال التي تنتعش في فصل الصيف بفضل شاطئها الجميل، تعاني من غياب الاستعداد الجدي والعمليلموسم الصيف لاستقبال الوافدين من جهات أخرى، ويظهر ذلك بشكل جلي سواء من حيث نظافة الشواطئ وبعض المرافق الحيوية (السوقالبلدي على سبيل المثال) ، و توفر عدد كاف من حاويات الأزبال، وعلامات التشوير، علاوة على تنظيم وتقنين استعمال مكبرات الصوت التييستعملها أصحاب الأكشاك على الشواطئ حتى ساعات متأخرة من الليل والتي تمتد إلى غاية الثالثة صباحا.

في هذه الرقعة الجميلة من شمال المملكة، يتم التغاضي عن مجموعة من التصرفات الرعناء و البغيضة كالسياقة البهلوانية والاستعراضيةالتي يقوم بها مجموعة من المراهقين ومتعاطي المخدرات بواسطة دراجات رباعية الدفع حتى ساعات متأخرة من الليل، وذلك على مرآىومسمع من السلطات المحلية، وفي استهانة بحق المواطن في أن يحظى بساعات من الراحة والهدوء، كما يتم التغاضي عن عصابات"الكراسي والمظلات الشمسية" التي طغى وجودها على معظم الشواطئ المغربية، ولم تستثنى من ذلك واد لاو، حيث قام هؤلاء باحتكارالشاطئ وحرمان المواطن من وضع مظلته أمام البحر: " هادو صافي احتكروا الشواطئ والسلطات ساكتة عليهم "، كما صرح بذلك أحدالمصطافين القادمين من مدينة مجاورة.

والواقع أن مدنا سياحية عديدة تعاني مجموعة من النواقص. فعوضا عن السهرات و"حفلات القرب" التي تنظمها إما جماعات محلية أوشركات، كان الأجدر السهر على تنظيم "خدمات القرب" من قبيل توفير مختلف مستلزمات النظافة العمومية، وتوفير مبالغ مالية تدفع لعمالالنظافة للحرص على النظافة المستمرة للشاطئ، الذي يجلب سياح مغاربة من جميع المدن المغربية، وضبط حركة السير و الجولان، خاصةليلا. لكن عوضا عن ذلك يلاحظ أن بعض الشواطئ تحولت إلى مزابل في الهواء الطلق ( قاع أسراس، و شاطئ أمتار الذي عاين عاملالإقليم مؤخرا حالته المزرية ..)، و هي شواطئ قام بالسيطرة عليها لوبي المظلات والكراسي، وانتشار أصحاب السترات الصفراء في كلمكان حتى تحولوا إلى "بعبع" يلاحق المواطن أينما حل وارتحل.

كان من الأفضل أيضا الاهتمام بتنظيم حركة السير ووقوف المركبات (من خلال منع الوقوف على جانبي الطريق لما في ذلك من عرقلة للسير،وما يترتب عن ذلك من خصومات و مشادات بين مستعملي الطريق)، ومنع تجاوزات بعض السكان الذين يلجؤون إلى إغلاق بعض الأزقةبوضع حواجز  كالأحجار و البراميل و الكتل الإسمنتية و غيرها، لمنع عبور السيارات أو ركنها، في تطاول صارخ على حقوق الناس وعلىاختصاصات السلطات المحلية المعنية، وهي تصرفات أصبحت شائعة في جل المدن بشمال المملكة (تطوان، واد لاو، أصيلا..)، تستوجبتدخلا سريعا و حاسما من كافة الجهات المسؤولة عن تدبير الشأن العام.

وعلاوة على ذلك، وجب التذكير بغياب المراقبة الفعلية والمستمرة للمطاعم ومحلات إعداد الوجبات السريعة، التي لا تحترم متطلبات هذا النوعمن الخدمات ولا حتى قواعد النظافة المتعارف عليها دوليا( مطابخ نظيفة، عمال بوزرات نظيفة، مراحيض وقاعات مياه مزودة بصابون سائلعوضا عن مسحوق الصابون الذي ينم عن جهل تام بأصول المطعمة)، و أسعار المواد الغذائية والخدمات، وغير ذلك من القضايا التي تهمالمعيش اليومي للمواطنين الفارين من لهيب الصيف الحارق نحو المدن الشاطئية بالمغرب.

آخر الأخبار