خبير يكشف خلفيات موقف الوزير الاسباني المعادي للصحراء

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

26 فبراير 2020 - 06:00
الخط :

مرت الازمة الباردة بين المغرب واسبانيا في صمت كبير بالرغم من الموقف المعادي للوحدة الترابية المغربية ذلك الذي صدر عن وزير في الحكومة الاسبانية، عندما قام بخطوة استفزازية باستقباله لعناصر انفصالية معادية للمغرب، وتعبيره عن دعمه لهم في معركتهم المزعومة ضد المغاربة.
وبعد تفاعل الاحداث عقب هذه الخطوة الاستفزازية، حاولت الحكومة الاسبانية التقليل من اهمية الموقف، وحاولت ان تظهر للرأي العام الدولي وللمغاربة ان ما قام به الوزير الاسباني خطوة انفرادية ولا تعبر عن الموقف الرسمي للحكومة الاسبانية.

لكن الخبير السياسي والمتخصص في ملف الصحراء، أحمد نور الدين، نبه إلى أنه لا يمكن أن يكون ما صدر عن الوزير الاسباني، الذي أساء للمغاربة ووحدتهم الوطنية والترابية، سلوكا شخصيا، موضحا أن موقف أي مسؤول حكومي لا يمكن اعتباره شخصيا بعد ان ينشره او يعلنه للعموم او يصرح به للصحافة.
ولفت أحمد نور الدين، في تصريحه "للجريدة24"، إلى أن ما قام به الوزير الاسباني قد يكون سلوكا مقصودا تحركه خلفيات تاريخية وسياسية وأخرى تجارية اقتصادية.
واوضح المتحدث أن سلوك الوزير الاسباني يحيل على عقيدة الدولة العميقة داخل اسبانيا، التي ترى أن المغرب هو العدو الاستيراتيجي لاسبانيا، لانهم لم يستطيعوا تجاوز الصورة النمطية للمورو وإسقاطاتها على الصراع الجيوسياسي مع المغرب.
وشدد الخبير ذاته على أن الدولة العميقة داخل اسبانيا تراهن على إدامة الصراع مع جبهة تندوف الانفصالية في الصحراء المغربية، لأنه يخدم هدف إضعاف المغرب/المورو من جهة ويحول دون مطالبته بتحرير سبتة ومليلية المحتلتين من جهة اخرى. والدعم الأسباني للمشروع الانفصالي قديم، ولكنه يبقى خلف الستار، ما دام النظام الجزائري يتولى هذه المهمة القذرة لتفتيت وحدة المغرب واستكمال مخططات الاستعمار الأوربي.ولذلك كلما تراجع المد الجزائري للانفصاليين مثلما حدث في العشرية السوداء، الا وتأخذ اسبانيا الراية وتتقدم صفوف الداعمين لجبهة تندوف الانفصالية من .

وأضاف ذات الخبير السياسي أن استقبال "القيادي في الجبهة الانفصالية، قد يكون ايضا على خلفية القرار الذي اتخذه المغرب لتشديد الخناق على ضد التهريب القادم من سبتة ومليلية المحتلتين.
واوضح ان الاسبان لم يستسيغوا قرار خنق المغرب لتجارة التهريب التي كانت اسبانيا تغرق بها الاسواق المغربية وتدر على خزينة واقتصاد الجارة الشمالية ارباحا بملايير الدراهم، في الوقت الذي يسبب فيه خسائر فادحة للاقتصاد المغربي المهيكل.
كما لم يستبعد الخبير المغربي ذاته، ان ما قام به الوزير الاسباني قد يكون بشكل او بآخر تعبيرا عن عدم رضا اسبانيا عن قرار المغرب بترسبم الحدود البحرية الذي صادق عليه البرلمان المغربي قبل أيام.

هذا، واعتبر أحمد نور الدين أن إقدام الوزير الاسباني على سحب تدوينته المعادية للمغرب غير كافية.
وتابع المتحدث أن الوزير الاسباني كان عليه ان يقدم اعتذارا للمسؤولين المغاربة وللمغاربة ككل على ما قام به.

وعاب الخبير السياسي ذاته على المغرب كونه لم يقم بخطوة استدعاء السفير الاسباني بالرباط وتقديم الاحتجاج الرسمي على ما صدر عن المسؤول في الحكومة الاسبانية كما تقتضي الأعراف الدبلوماسية في مثل هذه الحوادث.

آخر الأخبار