جرائم غامضة: طعنات غادرة والجاني مجهول

جرائم غامضة.. 14 طعنة غادرة والجاني مجهول

الكاتب : الجريدة24

27 يناير 2024 - 09:30
الخط :

أمينة المستاري

صباح يوم 11 ماي من سنة 2015، كان الهدوء سمة بدوار الزاوية بجماعة إثنين أكلو باقليم تيزنيت،  خيم حزن كبير على ساكنته، بعد ورود خبر العثور على جثة شخص، قرب قنطرة "بوخراص" بأفتاس. تحول الدوار إلى خلية نحل، وحطت به السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي يتنقلون هنا وهناك، لجمع أكبر قدر من الأدلة فلربما تمكن من التعرف على الجاني أو الجناة.

تهافت الجميع لاستطلاع خبر الجريمة، والكل يستفسر من؟ كانت الصدمة قوية لم تتقبلها أسرة وأصدقاء وجيران الضحية الذي لم يكن سوى الفاعل الجمعوي عبد اللطيف أمرير،  35 سنة، عثر عليه وقد تلقى 14 طعنة إحداها على مستوى القلب، أنهت حياته وتركت غصة في حلق والده، وأسئلة كثيرة حول سبب قتله وهوية قاتله؟

عبد اللطيف أمرير، الشاب المتواضع الذي لا تكاد تغيب الابتسامة عن وججه، بشهادة ساكنة دواره، فاعل جمعوي اعتاد العمل بصمت وحاز على حب واحترام الجميع، المعروف في المنطقة بطيبوبته وحب الجميع له، قتل في ظروف غامضة لم تعرف ملابسات الجريمة هل هو فعل انتقامي من شخص أضمر له الشر ليطعنه 14 طعنة؟ أم أن الجاني استهدفه بغية السرقة؟؟ وهل قاوم عبد اللطيف مهاجمه ليلقى كل تلك الطعنات؟ أسئلة بقيت معلقة ولم تلقى جوابا شافيا.

الجاني قام بطعن عبد اللطيف، وترك السكين مغروزا في قلبه كمن يريد الانتقام والتنكيل به، واختفى تاركا اللغز المحير، والحسرة في قلب أهل الدوار وأسرته، تجلت يوم تشييع جنازته، فلم يكن فقط أهل الدوار بل شيعته ساكنة الدواوير المجاورة إلى مقبرة زاوية سيدي وكاك.

لم يكن يقوى والد عبد اللطيف على المشي من شدة الحزن والبكاء، مرتديا جلبابا أصفر، تأبط كتف أحد أبنائه وتوجه نحو القبر حيث يوارى جثمان ابنه، رغم محاولة بعض الأقارب منعه من الاقتراب حتى لا يصاب بصدمة، لكنه أصر على إلقاء نظرة أخير قبل أن يوارى قبره، نظر إليه بألم ورفع صوته بالبكاء قائلا: " ولدي إنسان طيب، سخي، كيحب يساعد الآخرين، ومحبوب عند الناس، أدعو الله أن يجازي القاتل لا في الدنيا ولا في الآخرة". قبل أن يدخل حالة من البكاء الشديد يرثي ابنه في منظر تقشعر له الأبدان: أب كهل، لا يكاد يقوى على المشي إلا بصعوبة من شدة التأثر والصدمة، لم يصدق الخبر الشؤم الذي تلقاه، فقد خرج ابنه لكنه لم يعد.

سلم الأب المكلوم بمشيئة الله، ووقف على قبر ابنه بعد أن وضع عليه أنهى الحفار حفر القبر، وانصرف المشيعون، يدعو بالرحمة والمغفرة لابنه،  يقف إلى جانبه أحد أبنائه وهو لا يقوى على حبس دموعه، رغم محاول بعض الساكنة التخفيف عنه.

حزن وألم لم يفارق والده وأهله وعشيرته، وصفه شقيقه ب"عذبونا وعذبو ساكنة أكلو"، ودعا الله أن يعذب الجناة يوم القيامة. بقيت فقط ذكرى عبد اللطيف أمرير، الذي لم يمتنع يوما عن مساعدة أهل الدوار والغير، وترك ألما دفينا وسؤالا عريضا حول ظروف قتله، لينضاف إلى مجموعة من الجرائم التي بقيت غامضة وأفلت الجاني بفعلته الشنيعة، وظلت شيفرة الجريمة لغزا.

آخر الأخبار