أحمد الريسوني و"كابرانات" الجزائر.. هذه نتيجة "قلة ما يدَّار"

الكاتب : الجريدة24

17 أغسطس 2022 - 12:00
الخط :

أحمد الريسوني و"كابرانات" الجزائر.. هذه نتيجة "قلة ما يدَّار"

هشام رماح

اعتبارا لـ"قلة ما يدار" أو "اللا شيء" التي "ينشغل" بها النظام العسكري الجزائري، فإنه وجد في أحمد الريسوني، الداعية المحسوب على حركة التوحيد والإصلاح، قشة يتعلق بها وليسمع له صوت من جديد، منذ أفحمه الملك محمد السادس بحسن النوايا والمبادرات التي جعلت الـ"كابرانات" في شرود.

ووجه النظام العسكري مدفعيته الدعائية نحو المغرب لتطلق عليه كل الأراجيف، رغم أن تصريحات أحمد الريسوني، رئيس اتحاد العلماء المسلمين، لم تجانب الصواب وندت عن فمه بالحق، وهي تصريحات أصابت الـ"كابرانات" بالسعار، وذاك ديدنهم متى شنف أصوات الحق مسامعهم واخترقت دواخلهم، ما جعل كل هؤلاء الـ"كابرانات" يركزون جهودهم للرد على داعية تحدث بصفته الشخصية وأدلى بما يعتقده ومعه العارفون بتاريخ المنطقة ممن يعلمون جيدا أن المغرب يمتد من طنجة إلى الكويرة وأن الصحراء الشرقية التي تتحوزها الجزائر هي مغربية قحة.

وحمَّل الـ"كابرانات" على ظهور إعلامييهم وزر الرد على أحمد الريسوني، والمغرب بأكمله رغم أن الأمر لم يتعلق البتة بموقف رسمي من المملكة، فكيف ألجم هؤلاء ألسنتهم متى مد الملك محمد السادس يده مرة أخرى إلى الجزائر من أجل طي صفحة الخلاف بين البلدين، وهو موقف رسمي للمملكة، وأطلقوا أبواقهم نهارا جهارا وتحت جنح الليل ليصدعوا العالم بالادعاءات متى أضرهم أحمد الريسوني بالحقيقة.

ويبدو أن الـ" كابرانات" لا يفرقون بين الأشخاص والمؤسسات، فهم هناك حيث يضغطون على الشعب الجزائري لا يمايزون بين ذلك في نظام قائم على الأشخاص ولا يعير اهتماما للمؤسسات بخلاف المؤسسة العسكرية التي تستنزف مقدرات الشعب ويرتع الماسكون بزمامها في بحبوحة بينما يقهرون ما دونهم.

وتكشف الحملة الدعائية التي أطلقت ضد المغرب على خلفية تصريحات أحمد الريسوني، عن الحقائق التي تعكسها، وهي جعجعة يريد من خلالها النظام العسكري الجزائري وأبواقه الإعلامية تغطية شمس الحقيقة بالغربال، وملأ الدنيا زعيقا للتغطية على صوت الحق الذي سيبدو خافتا أمام هدير الأكاذيب القادم من الشرق، ولا أحد ينكر أن كلام الحق يعلو ولو كان خافتا أما الأباطيل فسرعان ما تتلاشى ولو كان الكلام الذي يصرفها صاخبا.

إن الموقف الذي بدر عن أحمد الريسوني، يلزم شخصه وحده، وحينما عبر عن رأيه فإنه لم يحل خلال حديثه على أنه يعبر عن موقف المملكة المغربية أو اتحاد العلماء المسلمين الكائن مقره في الدوحة عاصمة قطر، لكنه أثار في الجزائر وموريتانيا ما لم تثره في المغرب تصريحات متواترة من جزائريين وموريتانيين موالين للـ"كابرانات" وصنيعتهم "بوليساريو" والذين ظلوا يهللون للانفصاليين وينتصرون لأطروحتهم تجاه بلد قرر التحكم في أموره بنفسه وعدم تركها للغير، فحمى حدوده وأحرق من تجاوزها بلا تردد.

آخر الأخبار