برلمانيون فرنسيون يدعون ماكرون للاعتراف بمغربية الصحراء

الكاتب : الجريدة24

14 أغسطس 2023 - 12:00
الخط :

هشام رماح

الموقف الرمادي الغامض الذي تعتمده فرنسا إزاء مغربية الصحراء، وما تقترفه في حقها وهي تعادي المملكة الشريفة، لم يعد يسر حتى الفرنسيين أنفسهم وقد قام 94 ممثلا لهم في البرلمان بتدبيج رسالة وجهوها إلى "إيمانويل ماكرون" ساكن الـ"إيليزي" شجبوا من خلالها مواقف بلادهم التي تسببت في برود شديد مع المغرب.

وفيما لفتت سياسة "إيمانويل ماكرون"، في إفريقيا، انتباه البرلمانيين فإن قضية الصحراء المغربية شكل محور الرسالة البرلمانية التي صيغت من لدن "مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية"، والتي تسلمها الرئيس الفرنسي مؤخرا وفق ما أودته صحيفة "لوفيغارو".

ومن مختلف الأطياف السياسية، التأم 94 نائبا برلمانيا حول دعوة الرئيس الفرنسي إلى مغادرة المنطقة الرمادية واتخاذ قرار واضح وصريح تجاه مغربية الصحراء وحسم موقف فرنسا بشأن الاعتراف بسيادة المملكة على أقاليمها مخافة استمرار الوضع القائم حاليا مع المغرب الذي أصبح ينوع شركاءه الاقتصاديين والعسكريين بعيدا عن فرنسا، نظير تلكؤها.

الرسالة البرلمانية، وكما نشرت "لوفيغارو"، سلمت إلى قصر الـ"إيليزي" في الثالث من شهر غشت الجاري، وقد جاء في إحدى فقراتها أن التردد الفرنسي بشأن قضية الصحراء المغربية، يقابله حسم إسباني وألماني تمثل في الاعتراف بسيادة المملكة عليها، اعتماد سياسة "متوازنة" مع الجزائر بما يحث القصر الملكي على البحث عن شركاء عسكريين أو اقتصاديين في مكان أبعد من باريس.

وجاء في الرسالة "منذ سنوات عدة، نسائل حكوماتنا المتعاقبة حول مكانة ودور فرنسا في إفريقيا. فأن تقتصر، كما يتحرى بعض الوزراء، على تصنيفنا بأننا نحن إلى إفريقيا الفرنسية، ليس غير تصور ومنظور خاطئ يروم مداراة الإخفاقات والنكوص".

 

أيضا تضمنت الرسالة تشريحا دقيقا لعلاقة فرنسا مع إفريقيا حاليا وقد أوردت "اليوم النيجر، وأمس كانت مالي، ووسط أفريقيا، وبوركينا فاسو رفضوا فرنسا، وقواتها، وشركاتها. على حسابنا، بعد فشل عملية بارخان، والآن ها هي ميليشيات "فاغنر" تنتشر، دون مراعاة لحقوق الإنسان أو الديمقراطية، ولكنها مستعدة تمامًا لخدمة كل الدكتاتوريين أو القادة الذين يحتفظون بالسلطة من خلال توحيد شعوبهم ضد القوة الاستعمارية السابقة".

ولفتت الرسالة البرلمانية إلى أن ما تشهده إفريقيا جنوب الصحراء من حراك، يمتد ليشمل "مظاهرات وأعمال معادية للفرنسيين حتى في البلدان المفترضة أن تكون قريبة منا، مثل ساحل العاج أو السنغال، أما في شمال إفريقيا، هناك الكثير من الخيبات أيضًا".

وحول الجزائر أفادت الرسالة بأن عبد المجيد تبون، الرئيس الذي وصل إلى السلطة في ظروف صعبة بسبب الحراك، يتنقل بين الدفء والبرود، ويتحدث أحيانًا عن التقارب والزيارة الرسمية (التي يتم تأجيلها على الدوام وبانتظام"، وأحيانا عن الشيطان الأكبر الفرنسي المسؤول عن جميع مصائب الشعب الجزائري، على أن "هذا الحراك المتردد يدفع العديد من المسؤولين الفرنسيين إلى الشك في اتفاقيات عام 1968، التي فقدت بالفعل معناها".

كذلك تناولت الرسالة علاقة فرنسا بتونس وقد شدت الانتباه إلى أن قيس سعيد، الرئيس التونسي الذي وصفته الرسالة بـ"الضال" يتجه بالتناوب نحو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعالم العربي، وبشكل أقل وأقل نحو فرنسا التي لم تعد لها دور مميز يذكر".

وفي تشخيص للوضع الحالي أورد البرلمانيون الـ94 بأن "اليوم، إفريقيا الفرنسية العسكرية عوضت بـ"روسيا-إفريقيا"، وإفريقيا الفرنسية الاقتصادية بـ"الصين-الإفريقية"، وفرنسا الإفريقية الدبلوماسية بأمريكا الإفريقية. وماذا نقول، للأسف، عن تراجع اللغة الفرنسية مقارنة باللغة الإنجليزية؟ سيدي الرئيس، أليس من الوقت لإعادة النظر في رؤيتنا لإفريقيا وعلاقتها بفرنسا؟".

آخر الأخبار