المرابط : سفاح نيوزيلاندا اعتمد مرجعية كتاب يؤكد على أن المسلمين سيهجمون على الغرب

الكاتب : الجريدة24

19 مارس 2019 - 08:00
الخط :

بكثير من الحذر والتردد، أبدت موافقتها على إجراء حوار مع الجريدة24، وهي التي ترى أن الشخصيات العمومية النسائية في العالم العربي وفي المغرب دائما ما يعانين بسبب مواقفهن، ويؤدين ثمن ذلك عبر التشهير في وسائل الإعلام والمنابر الصحفية.

أسماء المرابط من مواليد الرباط، من أب لاجئ سياسي، وأسرة مثقفة، ترعرعت بين فرنسا لبنان والجزائر، وعادت إلى المغرب في سن الخامسة عشرة.

تابعت دراستها الابتدائية والاعدادية في مدارس أجنبية، وواصلت دراستها بالمغرب بثانوية عمر الخيام العمومية، لتنتقل بعد ذلك إلى كلية الطب والصيدلة.

8 مارس يذكر بحقوق النساء المهضومة وليس مناسبة للاحتفال

تعتبره أسماء المرابط يوما عالميا للتذكير بحقوق المرأة، وبأن هناك نساء في العالم حقوقهن مهضومة، و يجب أن يجتهد فيه المسؤولون والفاعلون لينتقلوا بوضعية المرأة إلى الأحسن، عوض الإحتفال بـ "الأجواق"، وإغناء السوق الرأسمالي الذي يحتفل وينتعش.

وتتأسف الطبيبة لعبارات "مبروك عيد المرأة" التي توزع خلال هذا، معتبرة الأمر نوعا من الدونية والتشييئ، يجعل المرأة "عيدا من الأعياد التي يحتفل به الناس".

الإرهاب ضد المسلمين، فينزويلا نموذجا

"نفقد إنسانيتنا مع كل فعل وحشي بسبب عمى إيديولوجي"، هكذا علقت المرابط على الاعتداء الأخير الذي هز الجالية المسلمة في فينزويلا، معتبرة السبب وراءه مجرد "عنصرية مقيتة ترى في هجرة المسلمين خاصة تهديدا للهوية الغربية والمسيحية".

وأكدت المتحدثة أن هذا التعصب للهوية لا يختلف منطقه عن أسلوب داعش، " رغم وجود الانترنت واتساع رقعة التواصل والتكنولوجيا مازلنا نمضي نحو الإنغلاق على أنفسنا وإرهاب الآخر".

نظرية المؤامرة

"لا أحب الدخول في خندق المؤامرة لأنها تخلق لذا الإنسان الشعور بأنه "ضحية" victimisation  ، لذلك أنزعج من هذه الأطروحة".

وتابعت المرابط، إن الشخص الذي ارتكب العمل الإرهابي، اعتمد مرجعية كتاب « le grand remplacement » ، الذي يؤكد على أن المسلمين سيهجمون على الغرب، وسيحولونه إلى أرض الإسلام، مما سيشكل تهديدا لعرقهم.

ومن جهة أخرى، تقول أسماء، داعش والقاعدة يعتبرون أن الغرب استولى واستعمر البلدان الاسلامية، لذلك يسعون لممارسة الجهاد على أراضيه، معتبرة أن كلا الطريقين لا يؤديان إلا لمزيد من ضياع الإنسيانية تحت أنقاض جثة الأبرياء.

الخوصصة سبب هلاك التعليم العمومي

ترى المرابط التي درست بالتعليم العمومي المغربي، أن هناك فرقا كبيرا بين المدرسة العمومية سابقا وما آلت إليه أوضاعها اليوم، "كانت تحوي جميع فئات المجتمع، الغني والفقير والفئة المتوسطة..إلا أن (النيوليبرالية)، خلقت تفرقة طبقية بين هذه الفئات، وأقامت فضاءات خاصة بالاغنياء".

وتعتبر أن خوصصة التعليم هي السبب الرئيسي الذي أدى إلى هلاك التعليم العمومي، قبل الحديث عن المنهج والبرامج التعليمية مؤكدة أن هذه الفوارق ستفرز المزيد من الكره والحقد الاجتماعي وتعالي الناس على بعضهم البعض.

كما تعتبر المرابط أن مشكل التعليم سياسي أيضا، حيث لم تستطع الحكومات المتعاقبة إيجاد النموذج المناسب للنهوض بالتعليم بالمغرب  "ليس هناك نخبة تراعي مصلحة البلد أولا، دون الالتفات للمصالح السياسوية".

"نضيع الأموال من اجل القيام بدراسات تحدد لنا مكامن الخلل وتشير بأصابع الاتهام لفشل مسؤولين بعينهم، لكن لا تتم محاسبتهم، وهو ما ينعكس سلبا على ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة".

القانون الإطار وجدل اللغات

الاشكال الحقيقي هنا ليس مشكل اللغة، وانما طريقة ومنهج التدريس، والعربية كلغة أم لم تكن في يوم من الأيام مشكلا، وإلا لماذا قامت الدولة العبرية وكيف أقام الأتراك دولة قوية.

كل ما يثير الجدل اليوم هو مجرد إشكال ايديولوجي سياسوي، حيث كل طرف يريد الاحتكار لكي يكسب السلطة السياسية، أما العلم فيمكن أن يلقن بأي لغة، والفرنسية أيضا مطلوبة بسبب سياقنا التاريخي، ثم الانفتاح الضروري على الانجليزية.

لماذا تكتبين بالفرنسية

في المنفى بالجزائر كانت دراستي بالفرنسية، وعدت للمغرب في المرحلة الثانوية وكانت آنذاك كل المواد العلمية تدرس بالفرسية، بالرغم من محاولاتي تعلم العربية إلا أنها كانت دائما أضعف من الفرنسية، لكن الأساس بالنسبة لي هو ما تحمله تلك اللغة من أفكار ورسائل، ثم انني لست فروكفونية ايديولوجيا، وكنت دائما أحارب الاديولوجية الاستعمارية الفرنسية.

انا مثقفة مغربية أتكلم اللغة الفرنسية، وكنت من النساء الأوائل اللاتي تحدثن عن الحركة النسائية المنبثقة من المرجعية الاسلامية والتي تحمل بعدا "ديكولونيالي" "مناهضة للإستعمار".

المبادئ التي أدافع عنها ليست مبادئ غربية أو فرنسية وانما إنسانية كونية، ولو كانت لغتي العربية أفضل من الفرنسية، لما كتبت أبدا بالفرنسية، لكن الناس لا يقرؤون، لذلك بمجرد ما يرون كتاباتي بالفرنسية، سيضعونني في ركن المفرنسين المتغربين.

العبادي والمرابط بين الرؤية الإصلاحية والتيار السلفي

دائما كانت لدي رؤية إصلاحية في الرابطة خاصة فيما يتعلق بموضوع المرأة، كانت هنالك رغبة واضحة لتفكيك الدراسات الفقهية الذكورية والتمييزية لكي يعطى للمسلمين بديلا إصلاحيا. و تمكنا بالاشتغال مدة 8 سنوات رغم وجود اختلافات  مع التيار التقليدي إلى حين بزوغ نقاش الإرث  من خلال تقديم   كتاب جماعي حول اشكالية الارث  من طرف مجموعة من المثقفين فكان النقطة التي أفاضت الكأس، حيث انتصر التيار التقليدي على التيار الاصلاحي, و اضطررت الى تقديم استقالتي.

 

 

 

 

آخر الأخبار