عائشة الخطابي.. الرحمة عليك يا محبة الوطن ووريثة سر أبيها المجاهد

الكاتب : الجريدة24

21 سبتمبر 2023 - 08:00
الخط :

سمير الحيفوفي

غادرتنا الحرة عائشة الخطابي، وتركت فينا وشوما لن يمحوها الزمن، وقد امتشقت على دوام عمرها مغربيتها وانتصارها للحمة الوطن، فكان أن حضر الأمير مولاي رشيد، تشييع جثمانها في الدار البيضاء، عرفانا بما قدمته هذه المرأة الصلدة لوطنها وهي تنبذ كل الفتن التي حاول الخونة بذرها فيه.

ولقد ووري الجثمان الطاهر لكريمة المجاهد عبد الخطابي، بمدينة الدار البيضاء، كرمى للمدينة التي قضت فيها ردحا ليس بالهين مع رفيق العمر زوجها الطبيب حيث تعين عمله، ومن هذه المدينة برهنت الراحلة عنا، أنها مغربية قحة استحقت عن جدارة أن يكون اسمها بين سجل حرائر مملكة، تحتفظ بأرفع المكانات وأصدق التقدير للمقاومين الأشاوس وذويهم.

وكانت الفقيدة حظيت باستقبال ملكي، من لدن الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش المجيد، سبقه لقاء آخر في مناسبة سابقة، لتتجسد معالم العرفان في رحاب مغرب لا ينسى أبناءه ونسلهم الأصيل.

وإذ ينتصر الأصيل لأصله، فإن المشمولة برحمة الله، سجلت بمداد من ذهب، مواقفا رصينة أثناء أحداث الحسيمة المفتعلة، فكانت نعم المرأة المغربية، التي انتصرت لوحدة الوطن ونبذ الفرقة والتشرذم، وزهدت في استغلال رمزية والدها، ونأت عن نفسها عن تأجيج الأوضاع.

ولم يكن غريبا على الراحلة أن تصدح بصوت الحكمة والعقل، بعدما فطنت إلى أن في افتعال حراك الريف ما يريب، وما يشي بمحاولات مقيتة لتمزيق مغرب رحب تسع أرضه كل أبنائه كما تغطيهم سماؤه.

وكانت لعائشة الخطابي، مواقفها الثابتة فلم تتزحزح ولم تبدل تبديلا، ما جعل الملك المفدى يحيطها بكل عنايته ويسبغ عليها تقديره كوريثة لسر أبيها المجاهد، وهو ما عبرت عنه بلا مواربة بعد استقبالها من طرف الملك محمد السادس، وقد أعربت عن فخرها واعتزازها بوطنها وملكها.

وفيما تمتعت عائشة الخطابي، بالحكمة ورجاحة العقل، فإن بصيرتها نفذت إلى أن نقل رفات والدها إلى مسقط رأسه، لا يعدو كونه نقاشا ثانويا، من شأن الخوض فيه أن يعوج الطريق نحو النقاش الحقيقي المتعلق بالتنمية والتطوير الذي تعرفه منطقة الريف، التي تحتل مكانة خاصة لدى ملك البلاد، الذي الذي يوليها عناية خاصة، ويسعد للحلول بين ظهراني ساكنتها.

نعم غادرتنا عائشة الخطابي، لكن محال أن ننساها، بعدما خطفت قلوبنا واحتلت مكانة قيمة في الوجدان، وبعدما كانت ذاكرة تمشي بيننا تسرد ما وقع في منطقة الريف من تلاحم بين المغاربة قاطبة وتكامل بين مقاومة والدها للمستعمر الإسباني مع حركات المقاومة الوطنية الأخرى في باقي ربوع المملكة إلى أن انكسر نير الاستعمار.

آخر الأخبار