استوديوهات ورزازات.. هوليود افريقيا تحتضر

الكاتب : وكالات

29 سبتمبر 2023 - 03:00
الخط :

"لعبة العروش" و"غلادياتور" و"هرقل" و"كليوباترا" و"المومياء" و"سقوط الصقر الأسود" و"لورنس العرب" و"جوهرة النيل" و"الإسكندر"، تعتبر نزرا يسيرا من الأعمال الضخمة والعالمية التي كانت مدينة "ورزازات"  مسرحا لتصويرها.

ولا غرابة أن تحمل هذه المدينة الهادئة التي ترقد بين سفوح جبال الأطلس الصغير لقب "هوليوود أفريقيا"، وهي التي تعد الوجهة المفضلة لكثير من المخرجين العالميين لما تتوفر عليه من استوديوهات اصطناعية بها ديكورات وتصاميم جاهزة أبدعتها أيدي حرفيين وفنيين لتكون مسرحا للتصوير، وما تزخر به من "استوديوهات" أخرى طبيعية أبدعها الخالق العظيم وتسيل لعاب شركات الإنتاج العالمية.

تتميز ورزازات بطبيعة خلابة متنوعة، إذ تجمع بين الجبال الصخرية الصلدة، وكثبان الرمل الصحراوية الذهبية، وواحات النخيل الخضراء، وبحيرات المياه الصافية العذبة، ويضاف إلى ذلك كله خيوط الشمس الذهبية التي توفر طوال العام مصدر إضاءة طبيعية صافية، وكل تلك مثاليات يبحث عنها عشاق الكاميرات وبلاتوهات التصوير.

هذه السمعة العالمية تعطي الانطباع بأن مدينة ورزازات لا بد أن تكون في مصاف المدن العالمية التي تتمتع باقتصاد قوي وبنية تحتية متطورة، وأن تستفيد من هذا الزخم السينمائي الذي بوأها مكانة عالمية، لكن جولة سريعة في أزقة "هوليود أفريقيا" تجعلك تكتشف مدينة أغلب أحيائها تجمعات عمرانية متواضعة تقطنها فئات اجتماعية فقيرة، وتخلص إلى الاستنتاج بأنها لم تستفد من الفن السابع إلا السمعة.

أحياء مثل "أيت كضيف" و"حي السلام" و"سيدي داود" و"تاوريرت" و"تاماسينت" و"فضراكو"… كلها تجمعات سكانية أغلب مبانيها ترابية، ويعيش أهلها حياة شبه بدوية على زراعات معاشية وعلى تربية المواشي في مدينة يرتادها مشاهير الفن والسينما كل عام.

ولا أدل على هذه المفارقة من كون مدينة ورزازات على مر تاريخها -الذي يتجاوز قرنا من الزمان نصفه تقريبا اشتهرت فيه بكونها قبلة لتصوير الأفلام- لم تكن فيها غير قاعتين للسينما توقفتا تماما عن العمل والعرض منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي، وهما قاعتا الأطلس والصحراء.

و"الكومبارس" أيضا في هذه الفترة الذهبية للسينما كانوا في أغلبهم من أبناء ورزازات والنواحي، وكان ذلك يوفر لكثيرين منهم فرص شغل ولو موسمية تدر عليهم بعض المال، أما اليوم فيقول بعض أبناء الميدان للجزيرة نت إن هذا لم يعد متاحا إلا للمحظوظين وبعض من لهم علاقات خاصة مع من تنتدبهم شركات الإنتاج لانتقاء الممثلين والتقنيين والعمال.

ورغم هذا "التراجع" فإن السينما في ورزازات ما تزال تساهم بقدر لا يستهان به في التنمية المحلية والوطنية، ويقول إن الصناعة السينمائية تساهم في التنمية من خلال 3 مستويات: "قسط من ميزانيتها يذهب إلى المركز السينمائي المغربي، وهو الجهة المكلفة بمنح التراخيص والموافقات لتصوير وإنتاج الأعمال السينمائية، وهذا الجزء من الميزانية لا محالة يساهم في الدورة الاقتصادية في البلاد".

المهنيين السينمائيين الإيطاليين "لم يأتوا فقط للتصوير وتشغيل الناس، بل نشروا ثقافة سينمائية في المنطقة وأحيوا فيها مهنا وحرفا تقليدية مرتبطة بالسينما مثل الصناعات الجلدية والصناعات النحاسية والنجارة وصناعة السيوف".

واستوديوهاتها وبنيتها التحتية السينمائية الحالية محدودة وتجعل الأفلام المصورة فيها محصورة في تيمات ومواضيع محددة، مثل الأفلام التاريخية وأفلام الحرب".

"ديكورات ومواقع تصوير مهملة لا تستغل وضاعت وتم نهبها في منطقتي كشايت وتيدغست القريبتين من ورزازات، إضافة إلى أن بعض الاستوديوهات تطلب مبالغ خيالية تجعل المنتجين يهربون من المنطقة"

آخر الأخبار