إعادة ترتيب أولويات الأمن القومي

الكاتب : الجريدة24

22 أغسطس 2022 - 01:00
الخط :

إعادة ترتيب أولويات الأمن القومي

محمد حسين

مصفوفة الأمن المغربي الحالية يمكن حصر أغلب أعمدتها في ملف الصحراء والإرهاب والهجرة والجوار الرخو أو المتشنج والاختيار الإفريقي والوضع المتفجر في الساحل والصحراء وأخيرا ملف العلاقة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ...

بالإضافة إلى ملف الخصاص الاجتماعي المتراكم والذي من شأن التراخي في مواجهته ، أن يشكل وقودا لاضطرابات داخلية قد تهز الاستقرار  وتهدد المكتسبات في مجال الحريات والديمقراطية بدلا من توسيعها...

وواضح أن المغرب من خلال أدائه خلال السنوات الأخيرة قد أعاد "تعريف" وترتيب مصالحه القومية بجعل القضية الوطنية قاطرة وبوصلة لباقي مكونات أمنه القومي..

المتغيرات الجيوسياسة على الأرض، والمتحصلة  من المثابرة  المتبصرة ومن المجازفة المحسوبة بتغيير مقاربة السلطات المغربية للمصالح الوطنية ؛ فرضت   استثمار عوائد هده المتغيرات بالعمل على تعديل العلاقات مع  المحيط القريب والمتوسط بالخصوص ،بما يمكن المغرب من موقع متوافق مع تلك المتغيرات.

الكركرات والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وملفات العلاقة مع ألمانيا واسبانيا ، هي عناوين بارزة لإعادة نظر المغرب لمصالحه ولترتيب هذه المصالح.

مجهود كبير ، يمكن القول أنه أعاد الاعتبار لمعنى السيادة بما هي ،في صورتها الخارجية: القدرة على الدفاع عن التراب وعن  المصالح  والقدرة على توفير الحاجيات الإستراتيجية للبلاد والخروج   من عباءات الهيمنات الخارجية ..ما أمكن.

الأزمة الصامتة مع الحليف التقليدي فرنسا، هي أحد أوجه هذا الجهد...وبالنظر إلى العلاقة الخاصة والاستثنائية التي تجمع المغرب مع فرنسا فإن هذه العلاقة هي ربما،  اكتر المجالات المطلوب جعلها متوافقة مع بالتوجه الجديد للمغرب في علاقاته الدولية مع مختلف الشركاء.....

تحتاج العلاقة مع فرنسا إلى إعادة نظر لأبجدياتها بما يسمح بدمج ال "متغير" الاستراتيجي المغربي في هده العلاقة ويمكن هذه الأخيرة من الحفاظ مواصلة الحفاظ على مصالحا في المغرب ...

ما تتعرض إليه فرنسا من عقر مجالها الحيوي التقليدي في إفريقيا ..وعبر العالم يرجح  إمكانية انتصار علاقة متوازنة ندية ومحترمة.

آخر الأخبار