ماذا سيحدث لو جمعنا 25 شخصية ذكاء صناعي في عالم واحد؟

الكاتب : وكالات

25 مايو 2023 - 01:00
الخط :

مجموعة باحثين من جامعة ستانفورد وجوجل خلقوا عالما رقميا مصغرا مماثلا لذلك الموجود في لعبة The Sims. يعيش فيه ٢٥ شخصية افتراضية يتحكم بها روبوت المحادثة ChatGPT.

الشخصيات تعيش حياتها باستقلالية، وتتقاطع شؤونها اليومية مع غيرها من الشخصيات. نشروا النتائج في ورقة بحثية قبل أيام.

الشخصيات الافتراضية تستيقظ صباحا، وتعد طعامها، وتذهب إلى أماكن عملها. تتبادل المعلومات فيما بينها، وتبدأ المحادثات، وتخطط ليومها التالي، تماما كما هو الحال في مجتمع البشر.

استعان الباحثون بنظام ChatGPT، وخلقوا نظاما داعما آخر لمحاكاة الدماغ والتصرفات البشرية، وتركوا الشخصيات الافتراضية تجد طريقها، وسمحوا لها بالتواصل فيما بينها ومع البشر أيضا.

الألعاب الإلكترونية شملت سابقا شخصيات افتراضية، ولكنها لم تكن قادرة على محاكاة العالم البشري ذاتيا. هذا بات ممكنا من خلال تقنيات الذكاء الصناعي التوليدية Generative AI.

أطلقوا على المدينة الافتراضية اسم Smallville، ووضعوا فيها منازل وكافيهات ومحلات للتبضع. لقموا كل شخصية وصفا لها بما فيها مهنتها وعلاقاتها مع الآخرين. تركوا الشخصيات تتفاعل مع بعضها ليومين، وحللوا تصرفاتها.

نتائج الدراسة:

في الورقة البحثية، الباحثون لاحظوا ثلاثة سلوكيات رئيسية، وهي:

تدفق المعلومات: الشخصيات كانت تتبادل المعلومات فيما بينها، ومن ثم نشرها في المجتمع.

ذاكرة العلاقات: الشخصيات كانت تتذكر التصرفات والأحداث السابقة.

التنسيق: الشخصيات كانت تنسق مع بعضها وتخطط لمناسبات اجتماعية سوية.

في واحدة من السيناريوهات، اختبروا ردة فعلها في يوم الفلنتاين. شخصية منهم رتبت لحفلة، ووجهت دعوة لأصدقائها. رتبت طواعية وزينت مكان الاحتفال. واحدة من صديقات الشخصية دعت شخصية أخرى معجبة بها. وصل خبر الحفلة ل ١٢ شخصية؛ خمس شخصيات حضرت، وثلاث اعتذروا للانشغال، وأربع لم يحضروا دون اعتذار.

الباحثون خلصوا إلى أهمية تضمين الأخلاقيات والتطوير المسؤول مجتمعيا، مثل الإفصاح عن طبيعة برمجة الشخصيات، والامتثال بالقيم، واتباع أفضل الممارسات في بناء تقنيات الذكاء الصناعي، والاحتفاظ بسجلات الأحداث عن كل شخصية.

التجربة مثيرة بأبعادها، والشخصيات الافتراضية حاكت تصرفات البشر واستطاعت بناء علاقات خاصة بها. من الأبعاد المهمة كيف أن الشخصيات نظمت مناسبات اجتماعية، وكانت قادرة على التصرف ذاتيا، واحتفظت بذاكرة عن علاقاتها مع الآخرين.

بل المثير أكثر تبادل المعلومات فيما بينها، والتنسيق العالي لنشر الأخبار ضمن مجتمعها. علموا عن مناسبة ما، وبدأوا بالثرثرة مع غيرهم عنها.

ماذا سيكون الحال في نشر الإشاعات أو الأخبار المغلوطة؟!

من المخيف تصور أبعاد ذلك مستقبلا إن لم تراع أسس التطوير المسؤول لتقنيات الذكاء الصناعي. لربما سنشهد تطورات مفزعة إن كبر المجتمع الافتراضي وزادت شخصياته.

حينها ستكون قادرة على التخطيط والتنسيق ربما بعيدا عن عيون البشر، وخيالات أفلام هوليود لعلها ستتحقق بطريقة أو بأخرى. يبقى من النتائج الإيجابية الوارد البناء عليها الفرص السانحة لتطوير مساعدين آليين أذكياء للبشر في تنفيذ مهامهم. من المشاهدات أن شخصية افتراضية أعجبت بشخصية أخرى، ودعتها لحفلة الفالنتاين، والشخصية الأخرى لبث الدعوة مضمرة الإعجاب المتبادل.

امتلكت الشخصيات حدا معقولا من التخطيط، وتصرفت ذاتيا.ومن يدري ما ستكون قادرة عليه مستقبلا أيضا بعد تطور التقنيات أكثر؟!

آخر الأخبار