"ذيل" المعطي منجب الذي سقاه من ماء "مجهول"

الكاتب : الجريدة24

13 يوليو 2023 - 02:57
الخط :

هشام رماح

اكتب لنعرف من أنت.. ولقد عرفناك يا "عبد اللطيف الحماموشي" أيها "الصحفي المستبصر" خاويا وقبل كل شيء جاهلا ولا تدري أنك لا تدري.. إذ يكفي أن تدبج مقالا مغرقا في السطحية بعنوان صدَّاح مثل ما اقترفته على موقع "Carnegie"، يوم الثلاثاء الماضي، وعنونته بـ"أزمة الحكم في المغرب"، لنقف على فظاعة جهلك وجهالتك.

أيضا، يكفي القاريء أن يطالع ما سقته في المقال ليعرف أنك لست بـ"باحث" مثلما تقدم نفسك، وأنك مجرد بذرة بذرها "المعطي منجب"، واندست، بعدما أينعت، بين معشر الصحفيين، لتدنس بلاط صاحبة الجلالة وهي تسوق الفرية تلو الأخرى، إرضاء لهذا "المعطي" ولمن يزعقون مثله كلما دنا عيد العرش المجيد الذي يجثم على صدورهم.

الأكيد أن الصحافة أصبحت مهنة من لا مهنة له، وأن بابها أصبح مشرعا أمام الجميع، لكن أن يبتدع "الصحفي الباحث" مثلما سودته يداك يا "عبد اللطيف الحماموشي" وأنت تنتصر لطرف دون الآخر، ولا ترمي اهتماما للخوض في تفاصيل الحياة الدستورية في المغرب، ولا مستجداتها، فإن في ذلك ما يلصق على ظهرك "بّْلاكة" تابع للـ"المعطي منجب" بامتياز.

وليس في هكذا وصف تجنٍّ عليك يا "عبد اللطيف الحماموشي"، فأنت بالفعل ذيل تابع لهذا الإمعة الذي يستطيب أكل الثوم بأفواه الآخرين، وقد يكون لها بك وعبث معك أو نفحك شيئا مما يتلقاه من الخارج، لتكتب ما يرضيه ويرضي عشيرته الأقارب داخل المغرب والأغارب خارجه، لعلهم يُضِلون ويغررون به الفارغة رؤوسهم.

لقد ابتدعت يا عبد اللطيف الحماموشي" مقالك وعنونته بـ"أزمة الحكم في المغرب"، تستجدي أن تجذب لنفسك ولمن سقت تصريحاتهم اهتماما، لكنك كشفت سوءتك وعورتك وأنت تخوض في أمور هي أبعد من يستوعبها عقلك القاصر، مثلما سوقت باطلا ما وصفته بـ"غياب الملك" والحال أن الملك لم يتخلَّ يوما عن واحدة من صلاحياته الدستورية ومارسها في وقتها وميعادها، كما أنه لم يتدخل في صلاحيات مؤسسة دستورية بعينها، وذلك للتذكير كان مطلب من دفعك "المعطي منجب" لكتابة المقال بإيعاز منهم.

فمتى كان الملك يتدخل في كل شيء أقاموا الدنيا وأقعدوها قبل "الخريف العربي"، وحينها صدعوا رؤوسنا بـ"فقههم الدستوري" وهم يطالبون بـ"ملكية برلمانية" بدل "الملكية التنفيذية"، وقد زجوا بفتيان "20 فبراير" وبعُبَّاد "عبد السلام ياسين" لتحقيق ذلك، لكن لما انسجمت الملكية مع المتغيرات وحولت "رياح الخريف" إلى "نسائم الربيع"، وقررت النأي بنفسها عن التدخل في كل شيء لم يعجب هؤلاء هذا الأمر ليصدعوا رؤوسنا من جديد بلازمة "غياب الملك".

وقد ندفع جدلا أنك "يا عبد اللطيف الحماموشي" "صحفي" وتدعي نفسك أيضا "باحثا"، ألم يكن حريا بك أن تخوض في السياقات والحيثيات وتنتصر للعلم في أمور نسبية تختلف تفسيراتها من طرف لآخر، بدل أن تركن إلى السطحية، وتسود وجهك ووجوه من دفعوك في تحرٍّ سافر لـ"بروباغندا سياسية" لا تسمن المغاربة ولا تغنيهم من جوع، اللهم تشفي غليل معارضي آخر الزمان.

فعلا لقد كشفت يا "عبد اللطيف الحماموشي" طينتك، وبدا أنك، ولا غرو، تابع لا مبدع، تكتب ما لقنه لك سيدك "المعطي منجب" الذي سقاك (ولا نعرف من أي ماء سقاك)، ولتسقط القناع دون أن تدري عن دعاة الفتنة وسعاة الفوضى الذين يتربصون بالمغرب الدوائر.

آخر الأخبار