مبدعون مغاربة: نادر الخياط "ريدوان"...فنان "عصامي" بلغ العالمية وروج لبلده سياحيا

الكاتب : الجريدة24

08 أغسطس 2023 - 11:30
الخط :

أمينة المستاري

 من شباب المغرب الذي أبدع فنيا وكان له فضل التعريف ببلده عالميا "نادر الخياط"...ربما البعض لا يعرفه بهذا الإسم لكن من لا يعرف "ريدوان"...الفنان المغربي العالمي الذي بصم الساحة الفنية بلمسته الخاصة، بل وتمكن من أن يتبوأ مكانة مهمة أوصلته إلى العالمية وأن يصبح مديرا فنيا داخل "الفيفا".

ريدوان...لا تكاد الابتسامة ونظرة التفاؤل تغيب على محياه، هو من مواليد 1972 بتطوان، حلم منذ صغره بالتألق وأن يصبح عالميا فتحقق له ذلك بفضل طموحه وإصراره وعزيمته.

تربى الفنان العالمي في منزل أسرته، بين إخوته الستة وأختيه، كانت الموسيقى من توابل الحياة اليومية، وكانت الأم والأب يشجعان أبناءهم على استضافة أصدقائهم وعزف الموسيقى في البيت، مما مكن ريدوان من اكتساب مهارات إضافية وصقل موهبته ودرس الموسيقى، ليبني نفسه بنفسه، ويرسم رسم مساره الفني بتأني وجهد وثقة في النفس لتحقيق حلم لم يكن من السهل الوصول إليه، فقد عانى في فترة لكنه لم يستسلم.

في سن 16 التقى ريدوان بالملك محمد السادس بتطوان، وحدثه عن أحلامه في أن يصبح عاليما ويعرف ببلده، ليلقى التشجيع من ملك البلاد.

سافر الشاب اليافع بعد سنوات قليلة إلى السويد يتملكه حلم بالنجومية، لكن الطريق لم يكن مفروشا بالورود، استطاع أن يصبح مغنيا رئيسيا في فرقة روك محلية وعازف كيتار، قبل أن يتحول إلى تأليف وإنتاج الأغاني، و اختار اسما فنيا "ريدوان" ، بعد أن اقترح عليه صديقه بالسويد الجمع بين اسم "رضوان" وهو صديق نادر المغربي و "وان" أي الأول.

العزيمة والثقة في النفس...كانت أهم المبادئ التي اعتمدها في شق طريقه نحو العالمية، فبعد 6 سنوات من ذهابه إلى السويد بدأ نجمه يتألق وعمل بمعية صديقه الفلسطيني رامي يعقوب وكتبا مجموعة من الأغاني الشهيرة، لكن ذلك لم يكن كافيا، فقرر الذهاب سنة 2007 إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

هناك عاش ريدوان وزوجته حياة صعبة، خاصة بعد أن أفلس الشاب الطموح ومر بظروف قاسية، فقد كانت المنافسة قوية وتكسرت أحلامه على صخرة الواقع، لكنه عاد ووقف على رجلية مرة أخرى بأغنية "واين آب" للمغنية كات ديلونا التي لاقت نجاحا كبيرا وأعادته إلى القمة.

كان جو المنافسة عاملا جعله يعمل أكثر فأكثر، وأضفى لمسة خاصة على الأعمال التي قام بإنجازها، فالعزيمة وعدم الاستسلام سر نجاح "ريد وان"، بحسب ما أكده في لقاءات إعلامية، إضافة إلا أنه "لا يعمل بأذنه بل بأذن الجمهور حتى لو لم يكن له أذن موسيقية".

الموهبة والجدية وصفة ناجعة للنجاح يقدمها "ريدوان"، انطلاقا من تجربته، والتي يعتمدها الفنان المغربي في حياته، وهو رغم استقراره خارج بلده، إلا أنه يبحث دائما عن الفرص لإظهار المغرب ومميزاته، وتمكن من أن يستقطب فنانين عالميين إلى المغرب ويجعلهم يعشقونه ويتوقون لزيارته.

يؤكد ريدوان دائما أن المغرب مصدر إلهامه الفني، ويحرص على استغلال جماله الطبيعي لتصوير أعماله الفنية كلما دعت الضرورة، فهو علامة فنية عالمية ببصمة مغربية، وقام بتصوير مجموعة من الأغاني لفنانين عالميين بالمغرب، وعرف ببلده كوجهة سياحية، فهو ملم بالثقافة العالمية والموسيقى المتنوعة الأفريقية الأوربية، لذلك يمزج في موسيقاه كل الأنواع ، مما جعله محط أنظار مجموعة من الفنانين العالميين الذين اختاروه للعمل معهم من قبيل مايكل جاكسون، جينيفر لوبيز، مونتانا.شاكيرا.، سلين ديون...

حصل ريدوان على جوائز عالمية، ووشحه الملك محمد السادس سنة 2011 بوسام الكفاءة الفكرية، وأصبح مديرا فنيا لقطاع الترفيه بالاتحاد الدولي لكرة القدم"الفيفا"، لبراعته وإبداعه وحرصه على التنوع  الجغرافي في مجموعة من أغانيه الرمسية للتقريب بين الشعوب وثقافاتها، ويظهر ذلك في أغاني المونديال كأغنية "بامبو" التي كانت اللحن الرسمي لبطولة كأس العالم بألمانيا سنة 2006وغنتها شاكيرا، وأيضا أغنية مونديال البرازيل2014، ومونديال روسيا 2018 ثم توزيع وإنتاج أغنية مونديال قطر"هيا هيا".

ريدوان لم ينسى الشباب الناشئ، فقد أنشأ مؤسسة 2101 لمساعدة المواهب الصاعدة، وتحفيزه في مجال الموسيقى والفنون والتعليم، بل ومساعدة الطلبة المغاربة،  فهو عاش تجربة صعبة تمكن من الخروج منها قويا، لذلك يحرص على مساعدة غيره حتى يشقوا طريقهم نحو مستقبل واعد.

آخر الأخبار