سفير ليبيا الأسبق: القذافي صنع "بوليساريو" والجزائر ترعاها

هشام رماح

دوَّت الحقيقة واخترق دويها مسامع خصوم المملكة المغربية، عبر شاشة قناة "العربية"، وقد اعترف "محمد أبو القاسم الزوي" السفير الليبي الأسبق في الرباط، في عهد الرئيس السابق العقيد معمر القذافي، بأن الأخير هو من صنع جبهة "بوليساريو" الانفصالية، وبأن الجزائريين لم يتوافقوا مع الفكرة في البداية، مؤكدا على أن الغاية من وراء تأسيس هذا الكيان الوهمي كان منحصرا في إحراج الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه.

القذافي وصناعة كيان وهمي ضدا في المغرب

تصريحات السفير الليبي السابق، جاءت لتميط اللثام عن الكثير مما خفي من تفاصيل ميلاد كيان وهمي، نشأ في حجر معمر القذافي وانتقل إلى حجر الـ"كابرانات" المتحكمين في مصير الجزائر، إذ قال السفير الليبي في مقابلة تلفزيونية على قناة "العربية" إن "زعيم "بوليساريو" الأسبق ومؤسسها الوالي مصطفى السيد، لم يكن انفصاليا، وأن تأسيس الجمهورية الصحراوية لم يكن حتى في خياله، لكن القذافي هو صاحب الفكرة".

وسلط السفير الليبي الأسبق الضوء على بعض الدسائس التي حيكت ضد مملكة شريفة من جيران تربصوا بها الدوائر، فكما أن نظام المنقلب معمر القذافي ولّد "بوليساريو"، فإن النظام الجزائري الموشوم بكره المغرب، تلقف الكيان الوهمي وراح يغدق عليها أموال ومقدرات الشعب الجزائري، لعله يمزق بها عدوه الأزلي المغرب.

ووفق "محمد أبو القاسم الزوي"، السفير الليبي الأسبق في الرباط، فإن الهدف الأول بالأساس من وراء سعي معمر القذافي لإنشاء الجبهة الانفصالية كان استخباراتيا، وانحاز إلى الرغبة في إحراج الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، نظرا لأنه كا يظن بأن المغرب يساند المعارضة الليبية التي كانت تقف في مواجهته بعد انقلابه على الشرعية في ليبيا وإزاحته الملك إدريس قادما على ظهر دبابة.

هواري بومدين: ولدت المولود ووضعته لنا

ولتظهر معالم ولادة كيان وهمي هجين، بأيادي النظام الليبي المندثر وبرعاية من النظام العسكري الجزائري حاليا، قال "محمد أبو القاسم الزوي"، السفير الليبي السابق الذي يحتفظ بالكثير من المعطيات المتعلقة بـ"بوليساريو"، إن الرئيس الجزائري الراحل "هواري بومدين" قال للعقيد معمر القذافي بشأن "بوليساريو" لقد "ولدت المولود ووضعته لنا".

وعرج السفير الليبي السابق على إنهاء معاهدة الوحدة المغربية الليبية الموقعة عام 1984، وقد قال إن "الأمر كان بسبب خديعة انطلت على الراحل معمر القذافي من طرف رئيس وزرائه الأسبق عبد السلام جلود، والذي صاغ بيانا يهاجم المغرب إثر استقبال الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه لرئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز، بمدينة إفران، الأمر الذي دفع الملك الحسن الثاني إلى إعلان تجميد الاتحاد بين المملكة الشريفة وليبيا.

وأفاد السفير الليبي الأسبق في الرباط، بأن عبد السلام جلود رئيس الوزراء الليبي السابق "لا يحب المغرب، ويحب الجزائر ودائما كان ميّالا لها"، وأنه "منذ البداية كان ضد إقامة اتحاد بين ليبيا والمغرب"، قبل أن يردف بأن معمر القذافي تغاضى عما كان يفعله رئيس الوزراء، ثم التزم فيما بعد بوقف دعم جبهة "بوليساريو" بشكل نهائي، ثم اعترف بعد ذلك متأخرا بأنه أخطأ بدعم الجبهة الانفصالية.