بين تطبيع تركيا أردوغان مع إسرائيل وصمت القومجيين والكراغلة

الكاتب : الجريدة24

14 أغسطس 2022 - 10:00
الخط :

بين تطبيع تركيا أردوغان مع إسرائيل وصمت القومجيين والكراغلة

سمير الحيفوفي

تركيا أردوغان التي أحيت علاقاتها مع إسرائيل على أعلى المستويات براء من كل تطبيع.. وحده المغرب من تضج الدنيا بأصوات القومجيين تجار القضية الفلسطينية ضده ووحده من يضعه هؤلاء في قفص الاتهام، ووحده من يتحمل جهل وجهالة الراكبين على الأمواج الذين اختفوا من على الشط في الجارة الشرقية لأن رجب طيب أردوغان وتركيا التي يحكمها لهما في نفوس الكراغلة الكثير من الامتنان.

لم يسمع للكرغولي حفيظ دراجي ولا للصهيوني جمال ريان ولا لغيرهما صوت في الخارج كما لم يسمع لعبد الإله ابن كيران، شيخ المتصابين وخالد السفياني وأحمد ويحمان وأمثالهما صوت في داخل المغرب من تطبيع تركيا مع إسرائيل، فماذا حدث؟ حتى يلزم كل هؤلاء المتنطعون الصمت ويحتموا بمتراس "اللَّقوة" تجنبا لأي تشويش على تركيا ورجب طيب أردوغان، الذي وحسب هؤلاء، إن أحيا علاقات بلاده مع إسرائيل فإنما هي "استراتيجية" و"خطة ذكية" تروم سحب القدس منها وإعطائها وباقي التراب إلى الفلسطينيين في غفلة من الإسرائيليين!!!

لم يسمع صوت لمناهضي "التطبيع" وتجار القضية الفلسطينية، والباحث عنهم لن يجدهم البتة، في هذه الأيام، فقد ذابوا بين الحشود والدروب، لا يلوون على شيء. فمن يستطيع منهم مقارعة تركيا في قرارها السيادي، أما الكراغلة من أبناء البايات والدايات فقد تواروا إلى الوراء وهم يعاينون الـ"ماما" تركيا تمد يدها إلى إسرائيل، ولا ضير عندهم في ذلك. فتلك الـ"ماما". ولا أحد من الكراغلة في الجارة الشرقية، يريد أن يصيبه سخط الـ"ماما".

لقد نزل تطبيع تركيا باردا على رأس عبد الإله ابن كيران، الذي عنت في ذهنه فكرة الشماتة في بلاده، دون وجه حق وحزبه من ذيل اتفاقية إحياء العلاقات مع إسرائيل بتوقيع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة آنذاك، فابتلع لسانه وضرب حوله طوقا من الصمت، وهو يعاين انحياز تركيا وقائد الحزب العدالة والتنمية الذي يريد شيخ الـ"بيجيدي"، الثرثار، بلوغ منزلة تحت أقدامه إلى إسرائيل وهو يخط قرارا سياديا بتوطيد العلاقات معها، حتى أن ابن كيران انزوى إلى الخلف عفوا إلى الركن القصي في صالونه ليغفو قليلا حتى تهدأ الأمور وبعدا ينقض على وطنه يريد بناء المجد على ظهره.

وإذ المغرب أحيا علاقاته مع إسرائيل، وذاك حسبه فهو بلد ذو سيادة لا يملي عليه أحد ما يريد ولا يمنعه أحد من بلوغ مراميه، لكن القومجيين وتجار القضية الفلسطينية يستكثرون عليه ذلك، ويبيحون لتركيا أردوغان، التي انتصرت لمصلحتها وللاعتبارات المتعلقة بها، كل ذلك وينتحلون لها الأعذار وينسجون لها كل السيناريوهات التي تجعلها عالية في أعينهم التي يغشاها الظلام.

إن المغرب لا يبالي، لكن مرضى الداخل والخارج يبالون بالخوازيق التي استشعروها منه، فنذروا حيواتهم لمحاولة التنغيص عليه، وهو أمر بدا مكشوفا مفضوحا، فهم يرفعون ورقة التطبيع في وجهه في كل وقت وحين، ولكنهم لا يستطيعون لذلك سبيلا في مواجهة تركيا التي هي عرابة الـ"بيجيديين" في المغرب ومن معهم من القومجيين.

ومرضعة الكراغلة في الجزائر الذين يحنون إلى إرث أجدا الأتراك الذين قدموا من القسطنطينية واجتاحوا ديار الجزائر كاملة ووطنوا فيها الدايات والبايات ووقفوا عن أعتاب المغرب الذي وقف لهم الند للند فاختاروا اتقاء شراسته ووقف هناك دون أن تطأ أقدامهم شبرا منه.

آخر الأخبار