"البيرو" : سياسيون يفضحون مزاجية الرئيس ودفاعه عن 40 خيمة للرحل فوق التراب الجزائري

الكاتب : الجريدة24

28 سبتمبر 2022 - 11:00
الخط :

الـ"بيرو": سياسيون يفضحون مزاجية الرئيس ودفاعه عن 40 خيمة للرحل فوق التراب الجزائري

بداية من تكون "ماريا ديل كارمن"، في برلمان الـ"بيرو"؟ إنها رئيسة لجنة الخارجية التي امتشقت سيف الحق وشجَّت به رأس رئيس البلاد الكائنة غرب أمريكا اللاتينية، لأنه دعم ما وصفتهم بـ"الرُّحل الذين يعيشون في 40 خيمة داخل التراب الجزائري" وهي تعني بذلك شرذمة "بوليساريو"، ثم هناك وزير الخارجية السابق الذي فضح مزاجية رئيس مرَّغ دبلوماسية بلاده في التراب.

"ماريا ديل كارمن".. سيف الحق في وجه الرئاسة البيروفية

انتصبت "ماريا ديل كارمن آلبا برييتو"، رئيسة لجنة العلاقات الخارجية حاليا ورئيسة البرلمان سابقا، ضد "بيدرو كاستيو" رئيس الـ"بيرو" الذي عبر في خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن دعم بلاده لجبهة "بوليساريو"، كما نقلت تقرير إعلامية بيروفية.

صحيفة "Infobae" المحلية أوردت بأن "ماريا ديل كارمن" وفي مداخلتها، في إطار دعوة وزير الخارجية "سيزار لاندا" إلى البرلمان، من أجل تقديم تقرير شامل عن السياسة الخارجية للحكومة، قالت "لا أعرف لماذا اعترف الرئيس "بيدرو كاستيو" بمجموعة من الرحل لديهم 40 خيمة داخل التراب الجزائري؟".

وقست "ماريا ديل كارمن" التي سبق وشغلت منصب رئاسة البرلمان البيروفي، على "سيزار لاندا" وزير خارجية بلادها وقد ساءلته عن الموقف الشاذ للرئيس قائلة إننا "نعرف جميعا بأن ما يسمى بـ"بوليساريو" هي مجموعة من 40 خيمة للرحل موجودة في التراب الجزائري ولا تعترف بها الأمم المتحدة ولا جامعة الدول العربية.. فلماذا تعترف بهم الـ"بيرو"؟".

واجتاح تدخل البرلمانية البيروفية في مواجهة حكومة الـ"بيرو" مواقع التواصل الاجتماعي، وقد ألمحت إلى أن وزارة الخارجية سبق وأذاعت بيانا تعلن من خلاله دعم مبادرة المقترح الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية في 2007، لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وهو أمر يوجب على رئيس البلاد الالتزام به.

ونبهت "ماريا ديل كارمن وزير الخارجية "سيزار لاندا" قائلة إن "وزارة الخارجية ليست منبراً لتوجهات الرئيس، بل هي التي تعطي الخطوط العريضة لـ سياسة البيرو الخارجية"، وفي إشارة إلى تغيير الرئيس البيروفي المتواصل لـ كلّ مَن يترأس منصب وزير الخارجية، قالت رئيسة البرلمان السابقة إنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون لدينا علاقات مع "بوليساريو"، لقد كان لدينا ثلاثة تغييرات جوهرية في وزارة الخارجية خلال عام واحد".

مزاجية الرئيس والاختلافات حول جمهورية الوهم

وكانت وزارة الخارجية البيروفية، أعلنت عبر بلاغ لها في 18 غشت 2022، أن "حكومة جمهورية الـ"بيرو" قرّرت سحب اعترافها بالجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية، وقطع كلّ العلاقات بينها وبين هذا الكيان"، وهو الإعلان الذي أعقب محادثة هاتفية بين ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقميمن بالخارج، و"ميغيل رودريغيز ماكاي" وزير خارجية جمهورية الـ"بيرو".

وفيما عمد رئيس البلاد إلى إقالة "ميغيل رودريغيز ماكاي" من وزارة الخارجية بعدما أبدى تراجعا عن موقف بلاده بشأن دعم المملكة المغربية ومبادرته، لاقت سياسة الرئيس "بيدرو كاستييو" استهجانا من لدن السياسيين في البلاد، خاصة بعد كسر وزير الخارجية المقال طوق الصمت، وقد عبر صراحة في حوار له مع صحيفة "Infobae" أن إقالته تمت سبب خلاف دب بينه ورئيس الدولة حول توجه دبلوماسية بلاده بشأن الجمهورية الوهمية.

وفي الحوار الصحفي أفاد وزير الخارجية السابق، بأن بلاده قدمت صورة سيئة عن دبلوماسيتها، فبعد قرار سحب اعترافها بالجمهورية الوهمية، أعادت النظر في قرارها بعد حوالي عشرين يومًا ليتلاشى بذلك الاحترام الذي حظيت به الدبلوماسية البيروفية سابقا.

وفضح وزير الخارجية السابق ازدواجية مواقف الرئيس قائلا إن الرئيس "بجيرو كاستيو" هو من قرر سحب الاعتراف بـ"بوليساريو". مشيرا إلى أن السياسة الخارجية يتم توجيها من قبل الرئيس. الخارجية قامت باستعراض الأخطاء التي ارتكبت في السابق وعلى ضوئها كانت تقرر سحب الاعتراف بجمهورية الوهم.

وأفاد "ميغيل رودريغيز ماكاي" بما يلي لقد "شرحت للرئيس وفريقه، المتواجد في قصر الحكومة، أن الجمهورية الصحراوية المزعومة هي نتيجة لمسلسل أعدته "بوليساريو"، بدعم من الجزائر، وأن الشعب الصحراوي يبلغ قرابة 400 ألف شخص، منهم 360 ألفًا يوجدون في الصحراء المغربية وحوالي 40 ألفًا في تندوف، في الأراضي الجزائرية.

ووفق وزير الخارجية البيروفي السابق فإنه تساءل أمام الرئيس وفريقه "أين هي الدولة الصحراوية؟"، إن "العنصر الأساسي لقيام دولة ما هو وجود أمة وأرض"" مؤكدا على أنه "قدم هذا التفسير لرئيس الدولة، الذي فهمه وقال له حرفياً" لنمضي قدماً "لتفعيل عملية سحب الاعتراف" بالجمهورية الوهمية.

وقال "ميغيل رودريغيز ماكاي"، إنه انتصر لرأيه بصفته أكاديميا وباحثا، وخبيرا في القانون الدولي، قائلا لقد "توصلت إلى الاستنتاجات التي بسطتها أمام الرئيس. (...) بفضل امتلاك رؤية واضحة للقانون الدولي حول ما تعنيه الصحراء المغربية، وبالتالي سيكون من غير المنسجم بالنسبة لي أن أتبنى موقفا مخالفا".

آخر الأخبار