محمد زيان "الأفوكاتو" المحشور بين الخرف وسخط الوطن

الكاتب : الجريدة24

09 أكتوبر 2022 - 04:51
الخط :

محمد زيان "الأفوكاتو" المحشور بين الخرف وسخط الوطن

هشام رماح

مسكين محمد زيان، "أفوكاتو" آخر الزمان، فهو محشور بين الخرف وقد بلغ من العمر عتيا وبين السخط الذي تتبدى علاماته على أفعاله قبل أقواله، فكلما ابتغى النيل من وطنه في حضرة الأعداء إلا وخابت مساعيه وصار مثل الخفاش منبوذا في الخلاء ، لا هو من الطيور ولا من الدواب.

وبينما أقفل محمد زيان، المحامي الوضيع، عامه الثمانين، فإن الخرف التهم عقله وجعله صغيرا يظن نفسه كبيرا، فكان منه أن ارتمى على بطنه متوضعا أمام صحفي مرتزق محسوب على "بوليساريو"، ومقدما نفسه لقمة سائغة لهذا الإمعة الإسباني ليقضي منه وطره كما شاء وكيفما شاء، دون خجل أو وجل.

وحاورت صحيفة "El Independiente" المقربة من الجبهة الانفصالية محمد زيان، من أجل أكل الثوم بفمه، فكان له أن استأنس بالحيز الذي خصصته له ليملأه بما يحفظه من كلام ردده سابقا في "لايف"، وليتوغل كثيرا في جهله ويبدي جهالته المقيتة كلما تعلق الأمر بوطنه الذي رماه بالسخط وجعله منبوذا وقد تكالبت عليه الظروف أيضا.

لقد تكالبت الظروف على المحامي المتصابي، ولم تسعفه ليكمل بطولته على صفحات الصحيفة المحسوبة على أعداء المغرب، بعدما نفث كلماته القميئة حول غياب الملك محمد السادس عن مملكته، غير أن الحوار ولحظ "الأفوكاتو" العاثر، نشر، اليوم الأحد، أي مباشرة بعدما ترأس أمير المؤمنين وسبط الرسول الأمين، ليلة أمس السبت، إحياء ليلة المولد النبوي الشريف بمسجد حسان في العاصمة الرباط.

وخابت آمال محمد زيان في تحقيق بطولة ورقية على "El Independiente"، كما تلاشت أمانيه وهو يرى بأم عينيه كيف أن تربصه بالملك محمد السادس، لم يصب مثلما شاء هو والأعداء الذين أفردوا له صفحات هذه الخرقة الإعلامية، من أجل تمرير المغالطات والإسقاطات الخبيثة لعله ينال شيئا مما يصبو إليه ويطفيء الأحقاد والضغائن التي تشتعل في دخيلته.

ويعتمل الأسى والأسف في قلوب الكثير ممن يعرفون محمد زيان، الذي شاب وما تاب، وهم يرونه متمسكا بجهالته وجهله في أمور الحكم وديدن الملوك العلويين الشرفاء الذين لطالما كانت عروشهم على صهوات جيادهم، ويرون الوطن ممتدا في كل ربوعه أينما تعين رعاياهم، ولا يختزلونه في الرباط وحدها، وهذا أمر تشبع به الملك محمد السادس، ولم يشذ عنه يوما، والمغاربة دائما يستشعرون وجوده إلى جنبهم ويعرفون جيدا أنه لم يتزحزح عن هذا المبدأ قيد أنملة.

ولا يخفى على أحد أن محمد زيان المحامي والسياسي "المُحنَّك" (ذو الوجنتين المترهلتين)، أصبح منبوذا شريدا بلا حزب طريدا بين زملاء المهنة التي استبسل كثيرا ليمرغها في التراب، فلم يعد أمامه مثل الكلب الضال غير النباح، ينشد لفت الانتباه إليه، فيتم له ذلك ،لكن الانتباه يُشَدُّ إليه كـ"مسخوط" موسوم بالخيبات إلى أن يؤول إلى جوف الأرض ويوارى عليه التراب بعدما يغادر الحياة إلى دار البقاء.

ثم وقبل كل هذا، ماذا دهى محمد زيان، الرويبضة ليفتي في أمور العامة، ويحلل ويرفث على الخرقة البالية "El Independiente"؟ فهل ذلك بسبب انطفاء جذوته الجنسية وتخلي خليلاته عنه، أم أن شبقيته تلاشت؟ أم أن بائع الحبة الزرقاء الذي كان يبيعه إياه قد انكفأ على ذلك حتى التفت إلى أمور الحكم يحاول بسط معرفته بها وهو العارف فقط بأحجام المؤخرات وأوزان الأبدان فقط، وفي مؤخرة "توفيق بوعشرين" التي وزنها بنظرة منه وعبر عن ذلك في تصريح مشهور خير دليل.

آخر الأخبار