ممثل المملكة يدرس الجزائر أصول المباديء الأممية أمام الملأ

الكاتب : الجريدة24

16 أكتوبر 2022 - 12:00
الخط :

 

هشام رماح
حربائية وازدواجية مواقف النظام العسكري في الجزائر لا تخفى على أحد، واجتماع أعضاء اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي انعقد أمس السبت، كان مناسبة أخرى فضح خلالها عمر هلال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، تنطع نظام الـ"كاربانات" واستحواذه على مبدأ "تقرير المصير" الأممي لتسخيره بشأن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية دونا عن باقي القضايا التي تنظر فيها اللجنة الرابعة الأممية.
وككل مرة صد عمر هلال، تهجمات ممثل النظام المارق في الجارة الشرقية، وقد حشره في الزاوية، بعدما استعرض أمامه وأمام الحضور في الاجتماع ملامح الأحقاد التي تعتمل في صدور الـ"كابرانات" والتي تجعلهم يسوغون أطماعهم الإقليمية ورغبتهم في الإطلالة على المحيط الأطلسي بالمبدأ الأممي المتعلق بتقرير المصير، قائلا إن قضية الصحراء المغربية بالنسبة للجزائر هي "قضية جغرافيا سياسية وأطماع الهيمنة الإقليمية لبلده وليست بقضية تقرير المصير"
وبينما بت السفير المغربي نهائيا في مسألة مغربية الصحراء، مؤكدا على أن الأمر تم في إطار استكمال الوحدة الترابية للمملكة الشريفة، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن والقانون الدولي، فإنه فضح أمام الملأ الانتقائية التي تتعامل بها الجزائر وتجعلها تعمل مبدأ حق تقرير المصير وفق الأهواء، وقد تساءل السفير المغربي "ألم يكتب سفير الجزائر في رسالة إلى مجلس الأمن، يوم 13 يوليوز الماضي، أن لجميع شعوب العالم الحق في تقرير مصيرها؟"، قبل أن يردف "غير أن الجزائر، لا تقوم بأي شيء حتى تتمتع جميع شعوب العالم يوما ما، ودون استثناء، بهذا الحق".
وبتحري المنطق أفحم عمر هلال الجميع بفداحة ما تقترفه الجزائر تجاه المغرب، ووضاعة ما تدعيه من هوس بمبدأ تقرير المصير مشيرا إلى أنه "إذا كانت المرافعة المهووسة للجزائر بريئة، فإن دفاعها أحادي الهوس عن مبدأ تقرير المصير يجب ألا يركز حصريا على قضية الصحراء المغربية لوحدها، بل يجب أن يولي اهتماما لكل القضايا في العالم"، وهو ما حذا به ليخلص إلى أن الجزائر تتلاعب بالجميع.
وبينما قال السفير الممثل الدائم للمملكة الشريفة في الأمم المتحدة إن "الجزائر تستهزئ كل مرة، وخاصة أمام هذه اللجنة، بالدفاع عن هذا المبدأ الأممي لتقرير المصير"، استفسر أمام أعضاء اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بالقول "أين تتموقع الجزائر وأين تشبثها الهوسي بمبدأ تقرير المصير حين يتعلق الأمر بقضايا أخرى قيد النظر من قبل اللجنة الرابعة؟"، ليؤكد على أن "ما يهم الجزائر، بطبيعة الحال، هو المغرب والمغرب فقط. فأجندتها الوحيدة والنهائية ليست سوى الصحراء المغربية" قبل أن يتساءل هل للجزائر شجاعة صياغة الطلبات ذاتها بالنسبة للقضايا الأخرى المعروضة للنقاش داخل هذه اللجنة.
وقسا عمر هلال كثيرا على النظام الجزائري، بعدما تمادى ممثله كثيرا في رحاب المنظمة الأممية وقد رد على سؤاله جازما "بالطبع لا، فالجزائر لم تقدر يوما على التفوه بكلمة واحدة لصالحها"، متسائلا كذلك ما إذا كان "الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة يسمح لبلد، الجزائر في هذه الحالة، أن تنصب نفسها منفذا لهذا المبدأ، خاصة من خلال اللجوء إلى جماعة انفصالية مسلحة؟ بالطبع لا".
ووضع عمر هلال انتقائية نظام الـ"كابرانات" تحت الضوء متسائلا "هل ما يسمى بالترويج الانتقائي لمبدأ أممي يعطي تفويضا لبلد، الجزائر في هذه الحالة، لإنشاء جماعة انفصالية مسلحة، واحتضانها، وتفويضها جزءا من أراضيها لتخطيط وتنفيذ هجماتها المسلحة ضد المغرب؟ من البديهي أن الجواب يظل بالنفي".
ولفت السفير ممثل المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة الانتباه إلى كون الجزائر "تكرس دبلوماسيتها، حصريا، للترويج والدفاع عن مجموعة تم تأكيد صلاتها الوطيدة بالإرهاب، وتقوم بحملات بتمويلات ضخمة، معادية للمغرب، بهدف وحيد يتمثل في إضفاء المصداقية على خدعة دولة وهمية نصبت نفسها في الصحراء في تندوف، وتعرقل المسلسل السياسي الأممي لتسوية هذا النزاع"، مضيفا تساؤلا ىخر إلى سجل تساؤلاته التي أفحمت الجميع بفظاعة أكاذيب وأراجيف العسكر قائلا "كيف تستطيع الجزائر الادعاء دون خجل أنها ليست طرفا رئيسيا..، ألم ترفض الجزائر الاتفاق الإطار الذي اقترحه جيمس بيكر في 2001؟ بأي صفة قامت بذلك؟ ألم تقترح الجزائر تقسيم الصحراء المغربية في نونبر 2001، وهو ما رفضه المغرب بشدة".
وزاد عمر هلال بالقول "بأي صفة اقترحت هذا التقسيم؟ ألم تتدخل في اختيار المبعوثين الشخصيين والممثلين الخاصين للأمين العام؟ بأي صفة قامت بذلك؟ ألم تتدخل الجزائر، مؤخرا، في مسلسل تعيين قائد قوة المينورسو؟ وهذا سبب بقاء هذا المنصب شاغرا منذ أزيد من سبعة أشهر. بأي صفة اعترضت على هذا التعيين؟.. ألم تكن الجزائر البلد الوحيد في العالم الذي رفض القرار 2602 لمجلس الأمن من خلال بيان رسمي لوزارة شؤون خارجيتها؟ بأي صفة قامت بذلك؟".
أيضا، أفاد عمر هلال بأن "الجزائر تواصل عرقلة جهود المبعوث الشخصي لإعادة إطلاق مسلسل الموائد المستديرة، كما نص على ذلك القرار 2602. ألم ترفض هذه الموائد المستديرة من خلال رسالة إلى مجلس الأمن على الرغم من مشاركتها مسبقا في هذه الموائد من خلال اثنين من وزراء خارجيتها، تواليا؟ بأي صفة تعترض على هذا المسلسل؟" محيلا على أن قضية الصحراء المغربية "لم تكن لتوجد يوما لو أن الجزائر كانت جارا سلميا متشبثا بقيم حسن الجوار ووفيا لها، ومحترما لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وقال السفير ممثل المملكة أمام أعضاء اللجنة الرابعة بالأمم المتحدة إن "هذا البلد الشقيق الذي دعمته المملكة بقوة في معركته من أجل التحرير يضرب بعرض الحائط، ومنذ خمسة عقود، الروابط الإنسانية والجغرافية والتاريخية والدينية والمصير المشترك بين الشعبين، من خلال التحامل، وبكل السبل المتاحة، لعرقلة استرجاع المغرب لصحرائه"، ثم نظر ناحية ممثل الجزائر قائلا "لم يكن هناك ما تدعونه حتى مع مجيء الاستعمار الإسباني في 1884، لم يكن ولن يكون هناك أبدا سوى الصحراء المغربية".

آخر الأخبار