قتلة الأصول... قتل والده وانتحر بسبب قرض

تفاصيل انتحار شاب بفاس بعد محاولته قتل جارته

الكاتب : الجريدة24

19 أغسطس 2023 - 01:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

صراخهما مسموع من خارج منزلهما بدوار في هامش تلك المدينة السياحية في الجنوب. كان يسبها ويتوعدها بالسجن. لا أحد من الجيران علم بسبب هذا النزاع. لم يتدخلوا لفضه طالما أن الأمر عائلي محض. صوتهما تناهى لمسمع ابنهما الأكبر ثالث إخوته أصغرهم عمره 3 سنوات. كان جالسا مع بعض أبناء الدوار يدردشون ويجسون نبض شارع قليل الحركة.

بسرعة دخل إلى المنزل لاستقصاء أمر نزاع والديه. كانا ما يزالان يتناقشان بصوت مرتفع. غضب الأب اكتشافه اقتراض زوجته 5 ملايين سنتيم من مؤسسة للقروض الصغرى. لم يعلم بذلك إلا بعد حضور موظف بها لتأخرها عن أداء القسط الشهري. أمهلها يومين للأداء تحت طائلة تقديم شكاية ضدها لاسترداد قرض بأقساط شهرية كبيرة.

كانت مرت 3 أشهر على اقتراضها المبلغ حتى دون استشارته، والزوج في دار غفلون. أرادت مساعدة ابنها في استكمال تنفيذ مشروع صغير مذر للدخل. لقد تعب من العمل مياوما قد لا يكسب درهما في بعض الأيام. لكنه أنفق جزء كبيرا من المبلغ دون أن يرى المشروع النور واقعا. فرط في رأسمال وورط أمه في قرض لا قدرة لها على أداء أقساطه. هي مجرد ربة بيت لا تملك غير ما تدخره مما يمكنها زوجها مصروفا شهريا.

حدة غضب الأب زادت بعدما علم بالحقيقة. لم تكن علاقته بابنه على ما يرام. مل سلوكه وعلاقته ببعض شباب الدوار اقحموه في دوامة إدمان مستنزف للكثير مما يكسب. كل يوم يجتمعون في ركن بمدخل الدوار، يراقبون الداخل والخارج منه ويتلصصون لأرداف بناته دون احترام للجوار. كثيرا ما كانت جلساتهم، مناسبة ليحكوا ويتفاخروا بينهم حول فتوحاتهم العاطفية وفتوتهم.

النزاع بين الزوجين لم يقتصر على الصراخ والعتاب والسب. بعد حضور الابن العشريني، ارتفعت حدته لحد صفعها أمام عينيه. مشهد أجج الغضب في دواخله، لكنه لم يكن ليصد أبا لا يرحم. غادر تاركا الأجواء مشحونة، أملا في رجوع في توقيت تكون فيه الأعصاب هدأت بعد نزاع والديها بسبب قرض بدده.

بعد ساعات عاد، لكنه لم يجد أثرا لأمه وأخويه. كانوا غادروا المنزل إلى وجهة مجهولة. وجد والده وحيدا يدخن وفي خالة عصبية ما عهده عليها من قبل. وبمجرد دخوله انطلق مسلسل التوبيخ. كان الأب بائع الأكلات الخفيفة، صارما لا يتساهل مع الأخطاء أيا كان مصدرها ومرتكبها. لذلك لم يرحمه ولا بحث عن مبرر قد يقنعه.

أطلق الأب العنان للسانه، ليسب ويشتم ويتوعد ابنا أخطأ لم يبادله بنفس الأسلوب ولم يجاري والده. كان مؤمن بخطئه وفداحة ما ارتكبه. لذلك اختار محاولة الانسحاب تلافيا للأسوء. صمته المخيف وخروجه، زاد من غضب الأب فتعقبه وضربه ليفلت من قبضته ويفر للمطبخ ويتحصن فيه بعدما أغلق بابه. قضى دقائق هناك قبل أن يخرج بعدما هدأ الأب ولم يعد يسمع له صراخ.

تقدم لفناء المنزل. كان الأب راكعا يؤدي صلاة العصر. لم ينتبه لخروجه. أما الابن فقد تحين هذه الفرصة للانتقام من كرامته وكرامة أمه المهانتين بنظره. كان قد تسلح بسكين سكين من المطبخ، باغثه به بضربة قوية في فخذه وهو ساجد. ضربة أسقطته أرضا، ما استغله لتوجيه ضربات أخرى لصدره وبطنه فقد إثرها قدرته على النهوض والمقاومة.

صراخ الأب سمع في كل مكان، كما عبارة "قتلتي المسخوط" تناهت لكل المسامع واستنفرت الجميع. كلهم هرولوا لذاك المنزل للتثبت مما وقع. كان الاب في لحظة احتضار قبل أن توافيه المنية قبل حضور الشرطة، أما الابن فقد غادر لوجهة لا يعلمها أحد. حالة استنفار عرفها المنزل، حضرت الشرطة وأنجزت المعاينات ونقلت الجثة لمستودع الأموات بالمستشفى، وانطلق البحث عن الابن.

وعناصر الشرطة منهمكة في عملها، صعد حار لسطح المنزل. هناك وجدا الابن جثة هامدة وقد شنق نفسه بحبل ثبته بمدخل غرفة. صاح في الجميع وصعد فردان من الشرطة إلى هناك. لقد انتحر. قتل أباه ونفسه وبقيت أمه وأخويه يكابدون ويعانون بسبب خطأ ارتكبه وتطورت تبعاته.

آخر الأخبار