جون آفريك: لهذه الأسباب يبتعد المغرب عن فرنسا

الكاتب : الجريدة24

30 سبتمبر 2023 - 11:30
الخط :

هشام رماح

"لماذا يبتعد المغرب عن فرنسا؟"، هكذا عنونت مجلة "جون آفريك" الفرنسية مقالا، تناولت فيه تفاصيل ما يجري حاليا بين المملكة الشريفة وفرنسا "إيمانويل ماكرون"، وقد أحالت على أن الأخير فاقم التوترات بين الرباط وباريس، بعدما تصرف بكل الرعونة المفترضة فيه وخاطب المواطنين المغاربة متجاوزا الملك محمد السادس والحكومة المغربية، في أعقاب "زلزال الحوز".

وإذ أفادت المجلة الفرنسية بأن المغرب اختار الانفصال عن العالم الفرنكفوني، أشارت بأن الوقائع تكشف بأن المملكة المغربية لم تعد تحابي فرنسا، وبأنها تحرت إدارة لكارثة "زلزال الحوز" تنسجم مع سياستها المعتمدة في هذا الشأن، وبأن اختيار المغرب لشركائه في المجال الإنساني كان لا بد أن يتماشى مع سياسته الخارجية.

ووفق "جون آفريك" فإن ما يجري حاليا بين المغرب وفرنسا ليس مرده التوترات المتعلقة بتجميد فرنسا لمنح تأشيرات الدخول لأراضيها للمغاربة، ولا إلى القضية المزعومة حول التجسس ببرمجية "بيغاسوس"، ولا حتى إلى التهديد بربط مساعدات التنمية بـ"عودة المهاجرين غير الشرعيين"، بل إلى تغير الموقف الفرنسي بشأن قضية الصحراء المغربية، والنزاع المفتعل حولها.

وأوردت المجلة الفرنسية بأن فرنسا "إيمانويل ماكرون" انحازت إلى الجزائر التي تشن حربا على المغرب عبر الكيان الوهمي "بوليساريو"، منذ 1975، وبذلك فإن ما ذريعة "الحياد" الفرنسي أصبحت واهية ومرفوضة البتة من قبل المملكة المغربية، التي تطالب شركائها الأوروبيين بالاعتراف بأنه لا يوجد مستقبل للصحراء إلا في إطار سيادتها.

وأحالت "جون آفريك" على أن المغرب يحتفظ بعلاقات قوية واستراتيجية مع الدول التي تعترف بمغربية الصحراء مثل "واشنطن" و"تل أبيب" كما أن علاقاتها متميزة مع كل من إسبانيا وألمانيا، وهم الشركاء الذين يدعمون مقترح الحكم الذاتي للصحراء المغربية الذي تقدمت به المملكة في 2007، باعتباره الحل الأوحد والمتصور لإنهاء النزاع المفتعل حولها.

وبشأن انفصال المغرب عن العالم الفرنكفوني، أفادت "جون آفريك" بأنه يرتقب في ظل تنامي العلاقات الاقتصادية بين المغرب والمملكة المتحدة، أن تحسم لندن موقفها لصالح الرباط بشأن القضية الأولى للمغاربة، أما فرنسا فإنها تحصي أضرار خسارتها لمكانة الشريك التجاري الأول للمغرب لفائدة إسبانيا.

وحسب المجلة الفرنسية فإن هناك مؤشرات تفيد بأن المغرب ينفصل بالفعل عن العالم الفرنكفوني، رغم أنه يضم أكبر عدد من المدارس الثانوية والمؤسسات الفرنسية في منطقة المغرب العربي، وأن ما يزيد من حتمية الانفصال أنه من المقرر أن يتم تعميم تدريس اللغة الإنجليزية عند الالتحاق بالكلية في عام 2025".

وخلصت "جون آفريك" على أن المملكة المغربية البلد ذو السيادة، تعد الشريك الموثوق والبلد الوحيد المستقر والصلد في منطقة مهزوزة تعاني من أزمات متتالية، وبالتالي فإن المملكة اختارت نهجها، وهي تشق طريقها بثبات في عالم متعدد الأقطاب يجري ترتيب العلاقات فيها من جديد.

غير مصنف