ديناصورات الإعلام بالمغرب التي تأبى الانقراض

الكاتب : الجريدة24

14 نوفمبر 2019 - 10:20
الخط :

الديناصورات انقرضت ومحمد عبد الرحمن برادة لا يريد الانقراض والترجل من المشهد الإعلامي الذي عاث فيه ما شاء طوال عقود طويلة.. ورغم أنه دخل طي النسيان لسنوات بعدما تنحى عن رأس شركة التوزيع والنشر "سابريس" لم يرقه الأمر وقرر العودة من جديد للتنظير في الإعلام والصحافة بشكل خاص وكأن به الزمن ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي.

ورغم أن الزمن أكل وشرب عليه، عاد برادة، الاتحادي الذي ترأس "سابريس" منذ تأسيسها في 1978، والذي راهن لسنوات على أقلام بعض الاتحاديين ودعمهم له بمقابل، (عاد) ليفصل في شؤون المقاولات الصحفية ولازمة تطويرها لمسايرة النموذج التنموي الجديد الذي يروم المغرب صياغته واعتماده في الأفق المنظور.

وإذ غرف يمنة ويسرة من الصحافة في المغرب فانه عاد ليبشر من جديد بكون الدفع بالصحافة الوطنية يستحيل دون الالتفات إلى صحافيين ساهموا في تأسيس الجسم الصحافي الوطني، والذين منهم من يعاني في صمت..

إنها نغمة على الوتر الحساس لدغدغة المشاعر والحق أن الرجل اغتنى من "حرفة" منذور لممتهنيها العيش على الكفاف والعفاف ومن خرج عن هذه الجادة فهم قلة وأغلبهم متنطعون يعرفون من أين تؤكل الكتف وكيف يؤجرون ضمائرهم قبل أقلامهم.

اللافت أن محمد عبد الرحمن برادة أصبح مالكا لشركة للورق، ولا يزال يلعق من الجسم الصحفي دون كلل أو نصب، أما واللعب على ورقة الصحفي الذي تحرى احترام صاحبة الجلالة.. فهو أهون عليه وهو الذي دأب على "الأكل مع الذئب والبكاء مع السارح".

فبعد أن فشل مسعاه أن يصعد إلى منصة حكماء المجلس الوطني للصحافة، بعد ان تم اختيار مسار الاقتراع بدل التعيين، عاد من جديد ليجرب مسارا آخر لعله يستدرك الأمر ويفرض واقعا جديدا.

استدعائه مؤخرا من قبل مدير وكالة المغرب العربي للأنباء خليل الهاشمي، جعله فرصة ليمرر رسائله المرموزة التي يعرفها جيدا أصحاب "الدار".

حيث وجه الدعوة لرفاقه القدامى وفي مقدمتهم القيادي الاستقلالي عبد الحق التازي الذي بلغ من الكبر عتيا، وتقاسم معه الأدوار بخصوص قضية باطرون ومالك المجموعة الإعلامية أخبار اليوم المدانب15 سجنا في قضي أخلاقية تتعلق بالاستغلال الجنسي لمستخدماته بالمؤسسة.

حيث استغرب جميع المراقبين إثارة هذه "الحالة المعزولة"، التي قال القضاء كلمتها فيها، من قبل التازي الذي كفت مصادر مقربة منه انه كان لديه موقف سلبي مما فعله بوعشرين.

وبحسب هؤلاء فان برادة الذي اعتبر لعقود خلت، فاعلا رئيسيا في المشهد الإعلامي الورقي، لازال يمني نفسه بان يكون له موطئ قدم في المشهد الحالي، متناسيا انه من كان سببا في المشاكل المتراكمة والمزمنة التي يعانيها القطاع  لا يمكن له ان يكون جزءا من الحل الذي أولى شروطه أن يتنحى من كانوا السبب.

آخر الأخبار