هكذا يُلجم الـ"بيجيديون" ألسنتهم عن استفزازات الفلسطينيين للوحدة الترابية للمغرب

الكاتب : الجريدة24

19 فبراير 2020 - 05:31
الخط :

هشام رماح

هل حقا يعادي الفلسطينيون الوحدة الترابية للمغرب، البلد الذي قالا "لا" صراحة ولم يهادن ولم يخنع لـ"صفقة القرن" أم أن الأمر مجرد أضغاث أحلام تراود انفصاليي "بوليساريو" وولاتهم في الجزائر؟

السؤال له ما يبرره، وقد خرج انفصاليون بتدوينة على "فايسبوك" ينقلون من خلالها تصريحا لأمين مقبلول، السفير الفلسطيني في العاصمة الجزائر، يشبه من خلاله القضية الفلسطينية في تبسيط "كاريكاتوري" بما تدعيه "بوليساريو" من قضية في مواجهة المغرب الممتد في صحرائه.

وفيما استغل انفصاليون تواجد السفير الفلسطيني في  جامعة البويرة للمشاركة في إحياء يوم الشهيد من قبل الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين، من أجل التقاط صورة معه، قدموا له علما لـ"بوليساريو"، كما ورد في صور حصلت عليها "الجريدة 24"، وهو ما قد يكون قبولا على مضض من الدبلوماسي الفلسطيني في حضرة الانفصالييون وولاتهم بالجزائر، بينما يظل مرفوضا كل تصريح من قبله كرئيس للدبلوماسية الفلسطينية في الجارة الشرقية دون أن يكون كلامه مردودا عليه.

في المقابل، ماذا لو صح ما سبق، حينها تكون "ملح" المغرب أدنى من أن يعترف بها الفلسطينيون والمملكة كابرت وكابدت الأهوال لتكون إلى جانب شعب اغتصب أرضه الصهاينة بعيدا هناك في الشرق الأوسط، إلا أن الأنكى من نكران الجميل الذي يلقاه المغرب من الخارج هو النكران الذي تلقاه القضية الأولى للبلاد من لدن أبنائها الـ"بيجيديين" الذين يرون في القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى وفي الصحراء المغربية قضية تلوكها ألسنتهم متى ألجمهم الخوف على مكاسبهم، أو ليس حري بهم الانتصار للقضية المغربية في مواجهة هكذا تصريحات رعناء تصب الزيت على النار ليس إلا؟.

اللافت، أنه لا يختلف المغاربة من طنجة إلى الكويرة، بأن وجدة أولى لهم من جدة وغزة، أما دعاة "العدالة والتنمية" الذين لا ينفكون يدافعون عن القضية الفلسطينية وذلك حقهم كما حق كل المغاربة والعرب والمسلمين والمنتصرين لقيم الإنسانية قاطبة، يضربون الصفح عن الكلام ويبدو وكأن على رؤوسهم الطير متى تعلق الأمر بمساس بقضية المغرب الأولى، خاصة من قبل دبلوماسيين فلسطينيين، بما يبعث فعلا على الاستغراب من "قوم" يتقلبون ذات اليمين وذات الشمال بلا وجل ولا خجل!

آخر الأخبار