إيجو التيزنيتية...صالحة ورعة شجعت طلبة المدارس القرآنية

الكاتب : الجريدة24

02 أغسطس 2022 - 09:00
الخط :

 

 أمينة المستاري
 

تزخر سوس بلائحة طويلة من النساء العالمات المتعبدات الفاضلات الفقيهات الروحانيات، ممن تركن بصمتهن في تاريخ سوس ومنهن من عرفن واشتهرن وسال المداد في ذكرهن، ومنهن من طواهن النسيان وقل ذكرهن في المؤلفات الحديثة.

إيجو بنت بيهي تاكرومت...هي إحدى النساء الروحانيات اللواتي ذكرهن العلامة المختار السوسي في مؤلفه "المعسول"، اعتمادا على رواية بعض العلماء والفقهاء الذين عاصروها.

كانت السيدة إيجو سيدة صالحة مباركة، ولدت في 1245هـ وتوفيت زهاء 1320هـ، تتحدر من آل علي بن بحمان بإيداكفا بتيزنيت. ارتبطت بها مجموعة من الروايات والحوادث الغريبة، كانت سيدة روحانية، رحيمة ورعة، تحضى باحترام الجميع.

يحكي عنها المختار السوسي :" تقول عن نفسها أنها تتطور بروحانيتها فتغيث، وقد تصبح فتستدعي من يزيل الأشواك من رجلها...شواهد أحوالها يستبعد معها الكذب".

فقد كانت الصالحة إيجو زاهدة يزورها الصالحون وكبار القوم، سيدة يحترمها الكبير والصغير، اعتبرها جيرانها "فريدة في زمانها" ومن عادتها أنها كانت تحرص على تقديم البيض لتلاميذ المكاتب القرآنية حتى يقدمونها لأساتذتهم يوم الأربعاء.

كانت متدينة تحرص على فعل الخير، مما جعل الناس يقصدونها ويزورونها في بيتها، وكان من بين من زارها الشيخ الإلغي الذي عرف عنه خبرته في فضح من يدعون الصلاح واكتساب قوى وروحانيات، فقرر زيارتها للوقوف على صحة ما تدعيه وما ينشر عنها، يرافقه الحسين أولكود البعمراني، هذا الأخير حكى حسب ما جاء في المعسول أن الشيخ ترك أصحابه وخارج المنزل، وبعد أن جالس السيدة استفسرته عن إحساسه بالرضا فأجابها بنعم، لكنها بادرته بالقول: "أخشى مثلك يكذب وإلا فكيف تطيب نفسك وقد تركت أولادك خارجا"، في إشارة لتلامذته وأصحابه، فلم يكن منه سوى المناداة عليهم ليلتحقوا به.

قامت وأحضرت لهم قفة بها دقيق وطلبت منهن أن يلتهو فيه بالعجن ....وانفردت بالشيخ، وعند خروجه قال لأصحابه :" هذه السيدة وضعت رجلها على رأس كل من يستدير عليه سور ( تيزنيت)" وأثنى عليها كثيرا وأقر بعدم كذبها وأن ما تقوله من إمكانياتها الروحانية صحيح.

عاشت إيجو صالحة بين أهلها، رحيمة شفوقا، لكنها أصيبت بالعمى في أواخر عمرها، ورغم ذلك كانت تلح على الأساتذة بالرأفة على تلاميذ الكتاتيب، حتى يحببوا العلم والقرآن ويرافقوهم في مراحل تعلمهم ليصبحوا من حفظة القرآن وعلماء في أمور دينهم.

آخر الأخبار