الـ"كابرانات" يطلقون كلابهم المسعورة على مالي المنخرطة في المبادرة الملكية لدول السلطة

الكاتب : الجريدة24

24 ديسمبر 2023 - 12:00
الخط :

 

هشام رماح
مثل كلب أجرب انقض إعلام الجزائر على مالي، والسلطة الحاكمة فيها، بعدما رأى النظام العسكري المارق من وزير خارجية البلد الإفريقي، ما لا يسره وهو يجدد ثقة بلاده في المغرب، وما يضره بعدما قررت مالي قطع علاقاتها مع الجزائر التي تتدخل في شؤونها.
وفيما أكد "عبد الله ديوب"، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المالي، أمس السبت بمراكش، أن المغرب شكل دائما شريكا موثوقا لمالي يمكن أن تنخرط معه في مشاريع طويلة الأمد، فإن الإعلام الجزائري قرر شن "حرب" إعلامية شعواء ضد السلطة الحاكمة في مالي ولتتغير دفته بشكل متطرف.
واشتد الصداع على النظام العسكري وهو يرى نفسه خائبا، بعدما قرر المجلس العسكري المالي، سحب سفيره من الجزائر بسبب تدخل النظام المارق في شؤون البلد الجار، وهو ما جعل الـ"كابرانات" يطلقون كلابهم المسعورة ضد "أسيمي غويتا"، الماسك الحالي بزمام الأمور في مالي.
وفجأة أصبح "أسيمي غويتا"، رئيس المجلس العسكري المالي في مرمى الدعاية الجزائرية، وقد وصفته خرقة "الخبر" البالية، بأنه "الانقلابي الدموي الذي يلعب بالنار"، وهو الوصف الذي لم أوجده بوق الـ"الكابرانات" العجائز، بعدما رؤوا من الرجل ما يعيبهم وما يجعلهم في شرود بالمنطقة.
وفي استهلاك معتاد لأسطواناتها المشروخة، انبرت أبواق العسكر، مثل "Le Soir d’Algèrie"، لاتهام مالي بـ"التنكر لجمائل الجزائر وعض اليد الممدودة"، وهو الادعاء الذي تصرفه قنوات الصرف الصحي التابعة للقوة "الضارطة" دون أن تدرك ما تقوله، من أكاذيب موجهة للاستهلاك الداخلي.
وبدا المجلس العسكري المالي أوضح من النظام العسكري المارق في جارة السوء، بعدما اتهم الجزائر صراحة بالتدخل في شؤون مالي عبر لقاء قادة متمردين، وهو الاتهام الذي أعقبه قرار بسحب سفير البلاد من الجزائر التي تعد الحديقة الخلفية لفرنسا المطرودة مؤخرا من مالي.
وأعلن المجلس العسكري في مالي، أنه سحب السفير "مهاماني أمادو مايغا"، من الجزائر بغرض "للتشاور بأثر فوري"، والسبب هو ما جرى وصفها بـ"التصرفات غير الودية الأخيرة للسلطات الجزائرية تحت ستار عملية السلام في مالي".
وإذ أشارت الحكومة المالية إلى أن الاجتماعات التي أبرمتها السلطات الجزائرية مع المتمردين الماليين، تشكل تدخلا في الشؤون الداخلية لمالي"، فإن الإعلام الجزائري حاول ذر الرماد في العيون، وراح يهاجم المجلس العسكري المالي، في تعليق سافر لفشل العسكر في الحفاظ على الود مع الجيران، على مشاجب الغير.
في المقابل، تظل زيارة "عبد الله ديوب"، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المالي، محددا رئيسيا للخلاف المالي الجزائري، إذ لم يستسغ حكام الجارة الشرقية، كيف أنه حل بالمغرب لحضور الاجتماع الوزاري التنسيقي حول المبادرة الدولية للملك محمد السادس من أجل تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي.
وما زاد من آلام العسكر في الجزائر وصف رئيس دبلوماسية مالي، المبادرة الملكية بـ"الهامة" و"الإيجابية"، مؤكدا مالي بلد غير ساحلي، وهي ترحب بهذه المبادرة التي تسير في اتجاه تعزيز إمكاناتها، وتستجيب لاهتماماتها واحتياجاتها.

آخر الأخبار