متضررو الزلزال يسيرون 3 أيام على الأقدام للاحتجاج على الوالي "أمزازي"

الكاتب : الجريدة24

09 فبراير 2024 - 10:00
الخط :

أمينة المستاري

 حاملين آلامهم وآمالهم، قطع العشرات من ساكنة بعض جماعات إقليم تارودانت حوالي 50 كلم مشيا على الأقدام، لثلاثة أيام، قبل أن تعتضر طريقهم عناصر الأمن والدرك لمحاولة لثنيهم عن استكمال مسارهم نحو ولاية الجهة بأكادير، للاحتجاج على مماطلقة السلطات الإقليمية بتارودانت على حل مشاكلهم، بعد أن تسبب الزلزال المدمر في وفاة بعض أحبتهم وأضر بمنازلهم...خرجوا وقد تركوا وراءهم أسرهم وأطفالهم تحت خيام لن تقيهم من الثلوج والأمطار والبرد.

محاولات السلطات الأمنية لم تأت أكلها، فقد أصر السكان على إيصال صوتهم للمسؤولين بالجهة، وأكملوا مسيرتهم على متن سيارات، للاحتجاج على الوالي أمزازي، والمطالبة بما كفله لهم ملك البلاد والحكومة،

صباح اليوم الخميس، اصطف العشرات من الرودانيين القادمين من جماعات تيزي نتاست، أناين، سيدي واعزيز،ت افنكولت، تالكجونت، تكوكة، آيت يكاس، منتاكة إمولاس أيت مخلوف، تنزرت، تسراس، إداوكيلال...متحدين العياء ومحاولة عرقلتهم، ويرفعوا أصواتهم المنددة بحرمانهم من الاستفادة بدعوى ضرورة الانتظار للمطالبة بتنفيذ مطالبهم وتعويضهم بعد أن أصبحت منازل معظمهم آيلة للسقوط أو أصابتها أضرار تهدد من يقطنها، يتقدمهم الشيوخ وبضع نسوة قررن المشاركة في الوقفة الاحتجاجية، قبل أن يتم الاتفاق على اختيار ممثلين عن كل جماعة للحوار مع مسؤولي الولاية.

وفي تصريح للجريدة24، أكد أحد ساكنة جماعة تيزي نتاست، التي تضررة بشكل كبير من الزلزال وفقدت حوالي 500 شخص من ساكنتها، أن اللجان المكلفة بإحصاء المتضررين قامت بجرد للأضرار، مرة ومرتين، إلا أن مجموعة كبيرة من الساكن لم تستفد لا من تعويضات السكن ولا المنحة المحددة في 2500 درهم، هذا في الوقت الذي تعيش فيه أسر عديدة تحت الخيام التي لن تقيهم من الأمطار والبرد، علما أن المنطقة جبلية بامتياز وتعرف في هذه الفترة انخفاض درجة الحرارة مما يزيد من تعميق جراحهم وتجعلهم يواجهون ظروف عيش قاسية داخل الخيام.

وحسب أحد المحتجين من جماعة سيدي واعزيز، فالمسيرة بلغت أمس الأربعاء أولاد تايمة، في حوالي ىالحادية عشر والنصف ليلا، وكادت أن تجهض بعد اعتراضها من طرف العناصر الأمنية بأنواعها، حيث دخل قائد سرية الدرك الملكي في حوار مع المحتجين من أجل اختيار 15 ممثلا عن الجماعات المتضررة، من أجل نقلهم إلى لولاية الجهة بدعوى أن الوالي ينتظرهم بمكتبه، في حين يتم إعادة الباقي إلى دواويرهم، لكن الساكنة خشيت من أن يتم إفشال محاولتهم وأصرت على بلوغ باب الوالي للاحتجاج.

وعن وضعية الساكنة بدواره، أضاف المصرح: " أنا أقطن بمنزل الوالدة الذي تضرر بشكل كبير ولم يعد صالحا للسكن، ورغم أن اللجنة قامت بمعاينته، إلا أنني لم أستفد لحد الآن في حين استفاد آخرون، والدوار ديالنا استفادت حوالي 25 أسرة في حين تظل 50 أسرة في لائحة الانتظار، وأنا أؤكد أن عملية الاستفادة تشوبها "الوجهيات وباك صاحبي" وقد استفاد أناس ميسورون ولم يتضرروا من العملية، لذلك نطالب بفتح تحقيق في ما وقع بجماعات تارودانت."

المحتجون طالبوا بحل مشاكلهم وحرمان بعضهم من التعويض الشهري والسكني بدعوى أن بعضهم لا يطابق عنوان بطاقتهم الوطنية عنوان سكنهم المتضرر، أو لم يكونوا بالمنطقة أثناء وقوع الزلزال...أسباب اعتبروها "واهية" من أجل حرمانهم، كما انتقدوا سياسة التسويف التي تنهجها عمالة تارودانت وأكدوا أنهم احتجوا أمام العمالة مرات عديدة لكن في كل مرة تقدم لهم وعود اعتبروها "كاذبة" حتى يعودوا إلى دواويرهم ينتظرون "السراب".

 

آخر الأخبار